منوعات

طِفْلٌ يَسْرِقُ… وَرَجُلٌ يُهْدِيهِ النُّورَ!

أَحْمَدُ حَسَنِي القَاضِي الأَنْصَارِي

فِي أَحَدِ أَزِقَّةِ فَرَنْسَا، كَانَ الطِّفْلُ يَهُودِيًّا يُدْعَى جَادٌ يَسْرِقُ قِطْعَةَ شُوكُولَاتَةٍ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ مَتْجَرِ العَمِّ إِبْرَاهِيمَ، الرَّجُلِ التُّرْكِيِّ المُسْلِمِ.

لَكِنْ يَوْمًا مَا، صُدِمَ جَادٌ بِحَقِيقَةٍ غَيَّرَتْ حَيَاتَهُ… العَمُّ إِبْرَاهِيمُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ!

لَمْ يَغْضَبْ، لَمْ يَضْرِبْ، بَلِ ابْتَسَمَ وَوَعَدَهُ بِإِعْطَائِهِ الشُّوكُولَاتَةَ مَجَّانًا إِنْ تَرَكَ السَّرِقَةَ!

كِتَابٌ غَامِضٌ… وَرِحْلَةُ بَحْثٍ عَنِ الحَقِيقَةِ

كَبُرَتِ العِلَاقَةُ، وَكُلَّمَا وَاجَهَ جَادٌ مُشْكِلَةً، كَانَ العَمُّ إِبْرَاهِيمُ يَطْلُبُ مِنْهُ فَتْحَ صَفْحَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ مِنْ كِتَابٍ، وَيَقْرَأُ لَهُ مِنْهَا حِكَمًا أَسَرَتْ قَلْبَهُ…

لَكِنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ هَذَا الكِتَابَ كَانَ القُرْآنَ الكَرِيمَ!

الوِدَاعُ وَالهِدَايَةُ…

بَعْدَ وَفَاةِ العَمِّ إِبْرَاهِيمَ، تَرَكَ لَهُ كِتَابَهُ العَزِيزَ، وَعِنْدَمَا قَرَأَهُ بِلُغَتِهِ لأَوَّلِ مَرَّةٍ، أَدْرَكَ الحَقِيقَةَ…

هَذِهِ الحِكْمَةُ الَّتِي أَحَبَّهَا كَانَتِ الإِسْلَامَ نَفْسَهُ!

فَأَسْلَمَ، وَأَصْبَحَ جَادَ اللهِ القُرْآنِيَّ، وَبَدَأَ رِحْلَةَ دَعْوَةٍ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ المَلَايِينُ!

المُفَاجَأَةُ الكُبْرَى… بَعْدَ وَفَاتِهِ!

عَامَ 2003، تُوُفِّيَ جَادُ اللهِ… لَكِنَّ القِصَّةَ لَمْ تَنْتَهِ!

وَالِدَتُهُ اليَهُودِيَّةُ أَسْلَمَتْ!

لِأَنَّهَا عَلِمَتْ أَنَّ ابْنَهَا وَجَدَ الحَقَّ… لَيْسَ بِالجِدَالِ، وَلَكِنْ بِحُسْنِ الأَخْلَاقِ!

الدَّرْسُ العَظِيمُ: الإِسْلَامُ يَدْخُلُ القُلُوبَ بِالأَفْعَالِ… قَبْلَ الكَلَامِ!

قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:

“إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ.”

هَكَذَا، تَحَوَّلَ سَارِقُ الشُّوكُولَاتَةِ إِلَى دَاعِيَةٍ هَدَى اللهُ عَلَى يَدَيْهِ مَلَايِينَ النَّاسِ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى