مقالات

لا تحزن

 

كتبت خديجة ربيع *أسيرة القلم*

الأصل في هذه الحياة المتاعب الدنيا دار ابتلاء ولو خُلقت الدنيا للذة لما كان للمؤمن حظ فيها

فالحزن ليس مطلوبًا ولا مقصودًا وليس به فائدة ومنهي عنه في قوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا

لأن الحزن خمود لجذوة الطلب وهمود لروح الهمة وبرود في النفس وحمى تشل جسم الحياة

وأحب شيء للشيطان لابد من الأذي الذي يصيب النفس

فعليك طرد الحزن وعدم الاستسلام له

فالحزن تكدير للحياة وتنغيض للعيش وهو سم سام للروح يورثها الفتور والحيرة وتنطفئ عنه مباهج الحياة فتحتسي كأس الشؤم والألم

 

لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه والمقدور واقع والأقلام جفت والصحف طويت وكل أمر مستقر

فحزنك لا يقدم في الواقع شيئًا ولا يؤخر ولا يزيد ولا ينقص

فحزنك لا يوقف الزمان ولا يحبس الشمس ولا يعيد عقارب الساعة

فلا تنفق أيامك في الحزن وتبذر لياليك في الهم

وفي قوله صلى الله عليه وسلم ما يصب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه

فارض وسلم للأقدار المؤلمة ويهون عليه المصائب المزعجة لصدورهم من عند الله ويصاحبها الثواب

 

ومن ثمرات الإيمان أن يُسلّي العبد عند المصائب ويهون عليه الشدائد

فأبشر إن مع العسر يسرًا وأن هناك لطفًا خفيًا من بين يديك وهناك أملًا مشرقًا ومستقبلًا حافلًا ووعدًا صادقًا

فكن مطمئنًا بوعد الله راضٍ بأحكامه

وابتسم فإن البسمة بلسم للهموم وقوة عجيبة في فرح الروح

ورويدًا فإن لك من أفق الغيب فرجًا

كفكف دموعك

وأرح قلبك

وأعلم أن لك خالق الوجود وليًا

فإنك تتعامل غالبًا مع أمره لطيف بعباده رحيم بخلقه حسن الصنع في تدبيره

اطمئن فإن العواقب حسنة والنتائج مريحة والخاتمة كريمة

وله في كل نفس لطف وفي كل حركة حكمة وفي كل ساعة فرج

وبعد القحط غيث

يعطي ليشكر ويبتلي ليعلم من يصبر

 

إصابة القلب بالألم ليس مذمومًا ولا مكروهًا أبدًا فقد يكون خيرًا للعبد أن يتألم

فإن الدعاء الحار يأتي مع الألم والتسبيح الصادق يصاحب الألم

فلا تجزع مع الألم ولا تخف من المعاناة

وألف قلبك وأنس روحك بذكر الله

واعلم أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله بإذنه وتدبيره

وفي قوله تعالى لا تحزن إن الله معنا

ويقولها من يتيقن من لطف الله

 

فعليك بجلب السرور واستدعاء الانشراح وسؤال الله الحياة الطيبة وصفاء الخاطر وراحة البال

فاشرح صدورنا بنور اليقين ويهدئ قلوبنا لصراط مستقيم وينجينا من الضنك

 

لا تحزن فالمرض يزول والمصاب يتحول والذنب يغفر والدين يقضى والمحبوس يفك والغائب يقدم والعاصي يتوب والفقير يغتني

لا تحزن وأنت تملك الدعاء وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ومعك الثلث الأخير من الليل

وعليك بذكر الله دائمًا

واجعل همك لقاء ربك وهم الوقوف بين يديه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى