الأخبار العالمية

رصاص في الرؤوس ومقبرة جماعية: تقارير تشريحية تكشف فظائع مقتل مسعفي غزة

كتبت ـ مها سمير

كشفت تقارير طبية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تفاصيل صادمة عن مقتل 15 من المسعفين وعمال الإغاثة برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوبي القطاع، يوم 23 مارس الماضي.

وبحسب نتائج التشريح التي أجريت بين 1 و5 أبريل الجاري، فإن غالبية القتلى لقوا حتفهم بعد إصابتهم بطلقات نارية مباشرة في الرأس أو الصدر، فيما أُصيب آخرون بجروح ناجمة عن شظايا، بعضها حاد وأخرى بسبب انفجارات محتملة.

التقارير التي أعدها د. أحمد ضهير، رئيس وحدة الطب الشرعي بوزارة الصحة في غزة، وراجعها خبير الطب الشرعي النرويجي أرني ستراي بيدرسن، أكدت أن الضحايا كانوا يرتدون زي الهلال الأحمر أو الدفاع المدني، وكان يمكن تمييزهم بوضوح من خلال الأشرطة العاكسة التي تلمع في أضواء سيارات الإسعاف.

أحد الضحايا، وفقًا لتقرير التشريح، كان جسده مقسوماً إلى نصفين من منطقة الحوض، بينما فُقدت أطراف جثث أخرى بالكامل نتيجة قوة الانفجارات أو التحلل الشديد.

الهجوم، الذي وُثّق عبر مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية، أظهر لحظات إطلاق النار على سيارات الإسعاف وشاحنة إطفاء تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، بينما كان المسعفون يحاولون الوصول إلى مصابين في رفح.

كما تم استهداف مركبة تابعة للأمم المتحدة مرّ بها أحد موظفي المنظمة بالصدفة.

ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ العملية، فقد قدّم تفسيرات متضاربة، مدعيًا – دون أدلة – أن بعض الضحايا قد يكونون مرتبطين بحركة حماس.

إلا أن التقارير الطبية وشهادات الشهود لم تسجل أي أدلة تدعم هذه المزاعم، وهو ما دفع خبراء القانون الدولي لوصف الحادثة بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان”.

وزاد من فداحة المشهد قيام القوات الإسرائيلية بدفن جثامين الضحايا في مقبرة جماعية، إلى جانب مركبات الإسعاف المحطمة، في خطوة أثارت سخطًا دوليًا واسعًا، واعتُبرت محاولة لطمس الأدلة.

ويأتي هذا الكشف في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لإجراء تحقيق دولي محايد في جرائم الحرب المرتكبة بحق الطواقم الطبية والإنسانية في غزة، وسط مطالبات بتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى