تقارير

خندق ماريانا.. أعمق أسرار الأرض تحت سطح البحر

نجده محمد رضا

في قلب المحيط الهادئ، على بُعد آلاف الكيلومترات من أقرب يابسة، يقع خندق ماريانا، وهو أعمق نقطة معروفة في محيطات العالم، وواحد من أكثر المواقع غموضًا وإثارةً للاهتمام على كوكب الأرض.

خندق ماريانا هو أخدود طويل وضيق في قاع المحيط، يصل طوله إلى حوالي 2,550 كيلومترًا، ويقع إلى الشرق من جزر ماريانا.
أما أعمق نقطة فيه والمعروفة باسم “تشالينجر ديب” فتبلغ حوالي 10,984 مترًا تحت سطح البحر، أي أنها أعمق من ارتفاع جبل إيفرست لو تم وضعه مقلوبًا في المحيط.

نظرًا لضغط المياه الهائل والظروف القاسية في هذا العمق، لم يتمكن سوى عدد قليل من البعثات من الوصول إلى قاع الخندق. من بين أشهر هذه البعثات
الغواصة “ترييست” في عام 1960 بقيادة جاك بيكار ودون والش.

عالم غريب في الأعماق
أظهرت الدراسات وجود كائنات حية فريدة من نوعها في قاع الخندق، تتأقلم مع الضغط الهائل والظلام الدامس ودرجات الحرارة المنخفضة. من بينها أنواع من القشريات والديدان الدقيقة، وحتى بكتيريا قادرة على تفكيك المعادن.

أهمية علمية وبيئية
يعد خندق ماريانا مصدرًا هامًا للبحث في علم الأحياء البحرية، الجيولوجيا، وحتى إمكانية الحياة في بيئات مشابهة على كواكب أخرى. كما تثير هذه الأعماق أسئلة بيئية خطيرة، خاصة في ظل مخاوف من أنشطة التعدين تحت البحار وتأثيرها على هذا النظام البيئي الهش

خندق ماريانا لا يمثل فقط أقصى عمق مادي في كوكبنا، بل يعكس أيضًا مدى جهلنا بأعماق البحار والمحيطات، التي لا يزال معظمها غير مستكشَف. ومع تقدم التكنولوجيا، قد نتمكن في المستقبل من الكشف عن المزيد من الأسرار التي تخفيها هذه الأعماق الغامضة

عندما تغوص إلى عمق يتجاوز 200 متر (656 قدمًا)، فإنك تدخل قاع البحر العميق – وهو عالم متسع يؤدي إلى سهول سحيقة، على أعماق تتراوح بين 3000 و6000 متر (حتى 19685 قدمًا). لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ إذ ينخفض ​​خندق ماريانا إلى 11000 متر (36089 قدمًا).
تحتوي هذه المناطق المعزولة في الظلام والضغط العالي على حياة فريدة ورؤى رئيسية حول التطور الجيولوجي والتنوع البيولوجي للأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى