الحصان البلاستيكي

بقلم/ سعاد الورفلي
وجدت يدي في يدها، كنت طفلا أضع أصبعي السبابة طوال الوقت في فمي وألتهمه وأراه ينبت من جديد، كانت تجرني على الحصى، وأنا أحاول الوقوف مجددا وأجاريها في خطواتها السريعة … أخبرتني في كل مرة أنه يجب أن يحدث هذا.. لم أع ما تقول إلا أن صوتها المخملي كان يسحرني في كل مرة أشتاق إلى تلك المدينة التي اصطحبتني إليها ذات مرة وقد كانت بصحبة رجل بدين يرتدي نظارة سوداء .. صافحها وهو يقبل يدها البيضاء النحيفة، أراد أن يعطيني شيئا فرأيتها تمنعه، كان كل همي أن أصعد على الحصان البلاستيكي حيث يتجمهر الأطفال وبين أيديهم الأيس كريم بينما أنا أمص أصبعي فيتحول إلى أيس كريم وابتلعه دفعة واحدة بنهم .. تأخذ بيدي وتضعني على الحصان البلاستيكي وتشتري لي (أيسكريم)وأضحك صارخا لا أصدق … يهتز الحصان فيأخذني النعاس وتتلطخ شفتاي بالألوان، وأجدني مرميا على الأرض مغطى بقطعة القماش الرمادية إياها.. بينما تجلس أمي أمام نصف مرآة تلون وجهها وترسم عينيها الكبيرتين جدا.
كانت جميلة ناعمة حتى وأنا طفل صغير لا أفقه فلسفة الجمال أحدق كثيرا في وجهها لا أمل منه.. شعرها طويل فاحم وعيناها بارزتان يحيطهما سواد قاتم ويسكنهما حزن عتيد … يداها ناعمتان وجسدها أبيض رطب.. أخذني النعاس فجأة أيقظتني فوجدتها ترتدي فستانا أبيض وعلى رأسها أكليل من ورد مزهر، رائحتها جميلة كدت أن أغوص فيها .. قالت لي : هيا يا صغيري يجب أن يحدث هذا… إنه رجل ملياردير وستتحسن أحوالنا وتختفي عن هذا المكان المليء بالأشباح! دائما ما تذكرني في كل مرة عندما تريد فعل شيء لا يستوعبه عقلي الصغير أن المكان مليء بالأشباح،، وقفت أمام البيت أو الكوخ المسيّج بالطين ذي الحجرة الواحدة حيث ننام ونأكل وفي كل مرة تسقط على رأسيْنا شقفة صغيرة بحجم الألم الصغير الذي ينغز قلوبنا على مر السنين والليالي .. سيارة فارهة.. وضعتني أولا ورأيت الرجل ذاته ينزل ليفتح لأمي الباب وهو يمسك بيدها البيضاء الصغيرة .. يسحبها إلى يمينه وأنا خلفهم أرى وأسمع ما يجري لكنه لم يكن وقتها بعقلي سوى الحصان البلاستيكي ..
هل انتهى الشراب ؟؟
قال صديق السجن: يكفيك لقد شربت من دلة القهوة حتى أكملتها
وأثملت! دعني أكمل لك تاريخ حياتي وما الذي جرني إلى هذا المكان…
كان صديقي يسمعني والأسى يظهر جليا على عينيه.
عشت في قصر كان السير فيه يبتلع وقتك فهو كبير ومتسع وبارد!، لربما حتى تصل إلى الردهة مسافة يومين وليلة.. كنت أحب الردهة، تسكن فيها خادمة خرساء سمراء اللون عيناها ليستا بحجم عيني أمي، إنهما صغيرتان جدا.. ويداها تبدوان خشنتين؛كخشونة الحياة التي عشتها، كان حولها الكثير من اللعب، ذات مرة أخذتني خطواتي الصغيرة نحو إحدى اللعب، حصان بلاستيكي صغير قبضت عليه بكلتا يدي، رأتني فهزت رأسها وانصرفت … وفي ليلة بعدما عادت أمي كعادتها مع زوجها، وهي تحمل هدية صغيرة أعطتها لي وهي تقبلني، رأيت الرجل البدين يرمقني ويغمز لي بعينه القميئة، أخذت هديتي وهرعت بها بعيدا عن الأنظار، كانت حصانا بلاستيكيا لكنه بعربة عليها رجل وامرأة، لم أحبب هذه الهدية
فألقيتها، نعست بالقرب من الردهة، فجأة فقت من نومي ذعرا على صوت امرأة تئن، ظننتها أمي ، فهرعت نحو الباب الموارب لأتفاجأ بالرجل البدين عاريا دون ملابس يلتهم الخادمة الخرساء وهي تدفعه بقوة وتتوسل إليه، شعرت بانقباض لما يحدث .. وما فهمت ما يحدث كانت قد رأتني فأرادت أن تشير إلي إلا أنني هربت من أمام الباب مختبئا تحت السلم . لم تتوقف الصرخات فهرعت باحثا عن أمي حيث وجدتها لتوها قد خرجت متعطرة ترتدي أفضل الثياب . أشرت إلى باب الخادمة فلم تكن تعي ما أقول ولم أستطع شرح ما يحدث تحسست عورتي فسمعت قهقهات وجاء الرجل البدين برائحته الكريهة أمسك بيدها وخرجا، نادتأمي بصوتها الرخيم: إيفانا اهتمي بابني…
اتجهت نحو غرفتها .. وجدتها تبكي بألم وقد حطمت كل شي ممزقة الثياب، لحمها يرتعش كأنها تشعر بالبرد .. لم تكن وقتها الأحداث مفهومة لي، وكأنني كنت أشاهد فيلما ملغزا تمر الأيام ويأتي يوم آخر لأنسى الذي يليه وكان الذي يليه هو يوم الخلاص بالنسبة لي بعد إقامة في القصر دامت شهورا ليست بالقليلة ولا بالطويلة…وبّختْه-أمي- صارخة: لست لعبة لك! لقد كسبت ذلك المنصب بسببي، تريد أن تبيعني لتماسيحك! هذه الكلمات ظلت في راسي يومها لم أفهم سوى معنى واحد، تماسيح في المياه وحوش لديها أسنان كثيرة تلتهم كل شيء هذا ما جعلني ليلتها أنام وأقوم ذعرا أصرخ حتى لا تأتي التماسيح…!!
خرجت وأمي في آخر الليل وعدنا بعد مسافة طويلة إلى الدار نفسها ذات الجناح الواحد كانت تعانقني تقول لي أريد لكإخوة يشدون أزرك ويكونون لك سندا
لا أدري كيف حدث هذا؟! هل تعلم إنني بسببهم الآن أنا هنا .. في الصباح فتحت حقيبتها التي تغص بالنقود ابتسمت مراوغة، اطلب وتمنى يا صغيري .. سنأكل سوية في أكبر مطعم، وستأكل الحلوى والمرطبات…. ضحكت لأول مرة بانتشاء.. خرجنا وبعد أن استقلتنا سيارة، وصلنا إلى المطعم نفسه، أكلنا كل شي ولعبت حتى كاد النعاس يغلبني لا أعرف لماذا يخالجنيشعور منذ ذلك الوقت أن أمي سيلتهمها التمساح! حين نعست على صدرها شعرت بيد ضخمة خشنة تسحبني بهدوء لتضعني في مكان ما.. قمت ذعرا أبحث عنها .. وفي داخلي ذلك التمساح … صرخت بأعلى صوتي وقفت أمامي امرأة شقراء قالت هذا الطفل ضائع.
وحتى اللحظة مازلت في متاهة الضياع….
كان الصمت يغدر به بين فترة وأخرى، تراه مضربا عن الكلام دونما سبب ظاهر، وتراه يتكلم دون أن يصمت لدقيقة، عن كل شيء حتى عن كيف تعد شايا بالنعناع، كانت قامته طويلة سامقة وأنفه يمتد ملامسا شفته العليا بحذر ويظهر عليه جمال خفي، أخفته ملامح الكدر والعبوس ويبدو أنه كثير التدخين، يحب النظام فهو لا ينام إلا على فراش مستو، ولا يحب أن يمكث طوال الوقت في نفس القميص… الجميل في هذا الرجل أنه لا يشعر بالسجن وهو في سجن، حيث يقول ما شعرت بحرية أبدا خلال حياتي إلا هنا، حين سألته، ابتسم بحذر وهو يقول: تصور منذ زمن طويل وطويل لم أتحدث هكذا، السجن يجعلك تقول كل شيء حتى الكلمات التي تغص في قلبك تخرج سلسلة و تحل بعدها الراحة، أنا لم استطع الحديث أبدا إلا هنا… فهنا تخلو مسؤولياتي من كل شي، أدرك نفسه اتكأ قليلا وكعادته الممقوتة، صمت دخيل دون مبرر ما … يا لهذه اللحظة المريعة.
جاء اليوم الذي أسمع فيه كلمة إفراج، كانت سيارة رمادية اللون ينتظرني فيها شاب وسيم، مليح ، عليه تبدو علامات التحضر ومدنية اليوم، يتوزع شعره بين أجزاء مصفوف الجانبين، يرتدي ملابس تثير الغرابة، يضع نظارة على عينيه الملونتين، ونصف ابتسامة ماكرة تبدو عليها ملامح أحد نجوم هوليود ، توقفت قليلا قبل أن أصعد، فكرت لو أكمل طريقي بنفسي دونما صحبة أحد، لكن منبه السيارة طغى على القرار، التفتُّ خلفي، تذكرتُ أصدقاء السجن، أحدهم كان مختفيا في سجنه فهو محكومعليه بالقتل إن خرج، ففي السجن ملاذ آمن .. رأيتهم مجموعة من مشردي الشوارع ينتظرون خلف حاوية، كنت أريد أن أنصحهبعدم الخروج، سيموت إن وجدوه، انطلقت السيارة في سرعة رهيبة، قال الشاب أنا أخوك هشام، لم اندهش أو حتى يتحرك شيء من جسدي فقد اعتدت على عشرات يأتونني يقولون كلهم نفس الصفة لدرجةأني لا أستطيع التفريق بينهم وبين أسمائهم، قال أمي تبلغك السلام وتقول لكلن أنسى موقفك الرجولي تجاه إخوتك…. ضحكت في نفسي كثيرا وتذكرت قولها حين قالت لي أريد لك أخوة يشدون أزرك، ضحكت حتى تمرغت روحي في الوحل، اكتفيت بصمت أسود طويل، أشرت إليه أن يقف عند أول الطريق، لم يرد… لكنني أثرت خوفه حين هممت بفتح باب السيارة وهي تطير فتوقف فجأة وهو ينظر نحوي باستغراب مكملا ابتسامته التي قسمها نصفين، نصف لمكره ونصف آخر لذهوله، أكملت طريقي نحو مكان ما… إنه بيتنا الصغير حيث لم يبق منه سوى سور محطم وغرفة امتلأت بالرطوبة، وشرفة تفتح واجهتها نحو الشمال، دفعت الباب المتهالك فأصدر صوتا قويا مخيفا، احتضنني الظلام في تلك الحجرة وتعثرت قدمي في لعبة صغيرة محشوة بالصوف والقطن والأوراق، تذكرت طفولتي كانت ملقاة في تلك الليلة التي جاء فيها أحد الثعالب مدعيا أنه زوجها، كان صاحب مركز مرموق في الدولة؛ واحد من العصابات الذين ماتت فيهم مضغة القلب فانفلت الجسد بأمر الشيطان ينقاد حيثما تغوص القدم النتنة المكروهة، تزوجها خلسة عن نسائه، وجعل لها بيتا خارج الوطن حين يروح يأتيها مخمورا قد عب من قدح الوطن المائل للنهايات السوداء، شعرت بغضب، أردت أن أصرخ، لكنها كانت في كل مرة تضمني، من أجلك يا بني يجب أن نتحمل، في كل مرة أرجوها أن تبقى، فتضعني على صدرها حتى استسلم للنوم! وتذهب-هي-متسللة.. وبعد أيام تأتي إلى هنا لتكمل ما تبقى من آدميتها هنا بين الجدران المتهالكة وقد خسرت كل شي، إلا هذه الخربة حيث ظلت جسرا لأمس وأثرا لا تمحوه السنين .
وماذا عن أخيك ؟؟؟
سألني صاحبي في السجن… وهو يرشف بقية شاي باردة كروح تحتضر خلسة حتى لا توقظ متاعب جسد منخور، ممضوغ، محشو بالآهات
والقهقهات المتعبة
وماذا عنه؟! هأنذا أحمل عنه أوزار قضايا متتالية، في كل مرة أدفع بنفسي من أجل أن يفوز بالحرية الكاذبة، وليته يظل هنا قابعا حتى يفقه معنى البؤس، ومعنى الفضيلة ومعنى أن يكون للإنسان وطن يشعر بألمهوذاته وشهقاته، يضمد نتوءات الغربة، ويكفكف دمعه الذي يسرب من بين ضلوعه كنجوم تريد أن تكون طريقا للطيور المهاجرة وفي كل مرة تخفق في صفهاالذي تبدد إلى غروب في لحظة مِراء يدفعها فضول قاهر .
إنه ابنها الأصغر ابن القطة الولود، أنجبت كثيرا وكأني بها أنها في كل مرة لا تتذكر كثيرا من أنجبتهم، لا أعرف لماذا لا تتوقف عن الإنجاب ، فالنساء اللواتي يكن لرجال متعددي الأهواء، يبتلعن ما يمنعهن من الحبل، لأن أولئك الصبية سيصبحون ثقلا على وطن لا يأبه لمثل هؤلاء، فهم كالسوامفي كل مرة تخرج بورقة معها بضع دنانير، وسيارة فارهة كما تحب أن تسميها وحمل بلغ شهره السادس !!
فهي لا تجهضه وتجتهد كثيرا بتوثيقه على اسم زوجها الذي مر وعبر كما عادة من سبقوه!
تزوجت كثيرا وتطلقت كثيرا وفي كل معركة أرى بطنها مدورة تمسك بيدها اليسرىظهرها المائل نحو اليمين تارة ونحو الشمال أخرى..
كانت تحب زياد أكثر من أي شي آخر، وتصفه بالطفل الأوربي الأشقر.
زياد هذا الذي تورط كثيرا في قضايا غسيل الأموال، ومن أجل أمي تحملت وزر ما فعله وما لم أفعله أنا، فهو رجل صاحب مركز مرموق وجيب مملوء، وسيارة فارهة و”فيلا”على أحد السواحل ولا يليق بالشاب الأبيض الطويل القامة المليء بالحسابات أن يكون من أهل السجن فلهذا تحملت عنه هذا المكان البارد الجاف……
امتص رفيقي ما بقي من سيجارة بلغ بها حد اليأس أن صارت ملتوية بين شفتيه المتورمتين من شدة الإدمان وغابت عيناه في عتمة السجن، بينما تمددت أنا مسندا مرفقي الذي طالما استندت عليه طيلة طفولتي كوسادة حين أغرق في نوم طيب في كوخنا الذي يشبه الإسفنجة لكثرة ما امتص من رطوبة وأمطار وانكسارات نفس بين شهيق وزفير تصارع أعمدة الزمن الممتد بكل أخاديده.
سمعت من أحدهم أنهم يسعون لإطلاقي وإن كلفهم ذلك ثمنا باهظا، فرحت في نفسي أن الأمر بدأ يتغير، وأن الحياة قد ابتسمت لي لأول مرة، وأحسست بالدماء تجري بنهم في عروقي، لأول مرة أشعر أنني إنسان يحظى بمرتبة الشرف الأولى تنتظره أسرة مكونة من خمسة أعضاء، يخاف عليهم كأب حنون، أمه وأخوته الأربعة، الذين ألقت بهم يد الغدر على نواصي الطرقات وتنكرت لهم النفوس، وضحى من أجل أن يصبحوا كغيرهم من البشر، حتى وإن حظوا بمستويات مادية عالية غير أن أباءهم المتعددي الجنسيات لم يرحبوا بهم في مسقط دورهم، بل اشترطوا إجهاضهم قبل أن يكونوا، إلا أنهم كانواوتلك رغبة خفية وراءها ما وراءها من انتقام بشع صرت أدفع أنا ثمن شهادتي عليه، كان السجان الوحيد الذي يعلم سيناريو حياتي قد صرخ مناديا بأعلى صوته على اسمي الذي سمعته لأول مرة وأنا أجر كلتا قدمي دون إحساس بهما ناحية المصدر وفمي يريد أن يبتسم على الرغم من تضاريس الزمن العاتية حول مبسمي، رأيت وجهه بين آلاف المساجين وهم يبحثون عن ذويهم، سمعته يناديني ملحقا اسمي بكلمة إفراج، تراءت لي طفولتي في سلسلة متتالية وكيف أني كنت أسابق عجلة الحياة لأحظى بقطعة حلوى وحصان بلاستيكي يغمرني وينطلق بي ، اقتربت منه ولا أدري أهو من اقترب أم أنا؟! همس قائلا: هذه المرة قضية قتل إن استطعت أن تنفذ بجلدك فافعل، إنه ابن (……) رجل أعمال على مكانة وفيرة في الدولة، وهو بالمناسبة أخوك.. لكنه فعلها وقتل أحدهم في مشاجرة من أجل …..؟؟ يارجل يكفيك تحمل القضايا لقد صدئت في هذه العتمة وعفن السجن وأنت لا حيلة لكفي هذه الحياة سوى تحمل نذالتهم، ألا تفقه! إن آباءهم تنكروا لهم وظل هذا العربيد ابن رجل الأعمال في دائرة الاهتمام بسبب أن والده لا ولد له سواه؛ فهو يضاهي به عدد اللحظات التي سيقضيها وهو يعبث بالعباد…
لم يكن شيئا أثقل من كلماته هذه سوى خيبة الأمل، لكنه أخي الذي فرحت بمقدمه، عندما احتضنته أمي وهو قطعة صغيرة شعرت بالأنس وهو يصرخ في كوخنا الصغير، وحين كبر قليلا كان لا ينام إلا بجانبي، وكان يتبعني بين الطرقات ، وكنت أخشى عليه من كل شي وكان يدفن رأسه في صدري كلما أخافه شيء ما.. لا استطيع ترك أخي لحبل المشنقة ، لن يموت وأنا حي..
مرت الساعات الثقال، وأنا بين الغفوة والحكم، سمعته يصرخ حكمت المحكمة حضوريا …. لا أدري ماذا كان في الصيغة التالية، سمعت أصواتا متداخلة وشهود عيان ورأيت أمي لأول مرة قد اعتلى جمالها شيب طاغ، وتنمرت ملامحها بينما تدافع الناس، كانت تدفعهم بقوة في محاولة للاقتراب مني تمد كلتا يديها الناعمتين أحسست بها وفرحت لأول مرة .. قالت وهي تهوي إلى الأرض أنت ابني الوحيد، توقف حينها الزمن وتوقفت ضربات قلبي المتلاحقة وجربت في لحظة غياب نشوة الحب وإدراك شهود المعنى حيث لا حس يغلب على راحة الموت سوى أن تراهم يصطفون حول تابوت وداعك الأخير …