دراسة تحذر: العلاج الكيميائي قد يجعل بعض أنواع السرطان أقوى

د. إيمان بشير ابوكبدة
تكشف دراسة جديدة من مستشفى هيوستن ميثوديست عن تطور مفاجئ في مكافحة سرطان المثانة: حيث إن أحد أنواع موت الخلايا السرطانية الذي يحفزه العلاج الكيميائي قد يجعل علاج السرطان أكثر صعوبة.
يساعد هذا البحث على تفسير سبب مقاومة بعض سرطانات المثانة للعلاج الكيميائي ويقدم حلاً محتملاً يمكن أن يحسن نتائج العلاج.
تم تصميم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، ولكن هذه الدراسة تظهر أن أحد أشكال موت الخلايا الذي يسببه – والذي يسمى “الموت الناري” – قد يؤدي إلى استجابة التهابية تساعد السرطان على البقاء على قيد الحياة دون قصد.
ونشرت الدراسة في مجلة التقدم العلمي، وتظهر أن العلاج الكيميائي، بدلاً من تدمير بيئة الورم بالكامل، يمكن أن يتسبب في تغيير سلوك الخلايا الداعمة المحيطة، والتي تسمى الخلايا الليفية.
وبدلاً من الموت، تبدأ بعض هذه الخلايا الليفية في إنتاج نوع من الكولاجين الذي يدعم الخلايا الجذعية السرطانية، وهي الخلايا السرطانية الأقوى والأكثر مقاومة للعلاج.
تمنح هذه البيئة الغنية بالكولاجين الخلايا الجذعية السرطانية ما تحتاجه للبقاء على قيد الحياة وحتى النمو بشكل أقوى ضد العلاج الكيميائي.
أوضحت الدكتورة هونغبو بيث غاو، إحدى الباحثات الرئيسيات في الدراسة، أن موت الخلايا ليس بالضرورة مفيدًا في مكافحة السرطان. فالموت “النارِع” للخلايا السرطانية يُطلق في الواقع تفاعلًا متسلسلًا يجعل الخلايا الليفية المجاورة أكثر قدرة على حماية السرطان. بمعنى آخر، قد يكون العلاج الكيميائي المُصمم لتدمير السرطان هو الذي يُغذي عودته.
اختبر فريق البحث، بقيادة الدكتور جاو والدكتور كيث سيسون تشان، هذه النظرية باستخدام نماذج فئران وعينات من مرضى بشريين. واكتشفوا أن دواءً يُسمى بيلناكاسان يمكنه كبح العملية الالتهابية الضارة التي يسببها موت الخلايا المبرمج. وعند استخدامه مع العلاج الكيميائي، قلل بيلناكاسان من إنتاج الكولاجين وساعد على زيادة فعالية العلاج الكيميائي.
يبشر هذا الاكتشاف بتحسين علاج سرطان المثانة، خاصةً للمرضى الذين أصبحت أورامهم مقاومة للعلاج الكيميائي. ويستكشف الباحثون أيضًا إمكانية مساعدة هذا النهج في علاج أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الثدي، حيث قد تكون المقاومة نفسها عاملًا مؤثرًا.
ورغم أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يتسنى استخدام هذا العلاج المركب في المستشفيات، فإن النتائج تشير إلى طريقة جديدة للتفكير في علاج السرطان، ليس فقط استهداف الخلايا السرطانية بشكل مباشر، بل أيضاً التحكم في استجابة الجسم لتلك العلاجات.
في المستقبل، قد يؤدي الجمع بين العلاج الكيميائي والأدوية التي تمنع الآثار الجانبية الضارة مثل موت الخلايا المبرمج إلى جعل العلاجات أكثر قوة ومنح المرضى فرصة أفضل للشفاء.
إذا كنت مهتمًا بالسرطان، فيرجى قراءة الدراسات التي تؤكد أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام ، والطريقة الجديدة لزيادة عمر الناجين من السرطان.