بقلم / أحمد النحاس
دقت الساعة الثانية بعدظهر يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر ، ومحمد النحاس وزملاؤه
يستمعون بشغف لتكليفات قائدهم بعبور القناة
وصاح الجميع مرددين بصوت جهوري تملؤه
الشجاعة والإقدام :
” الله أكبر .. الله أكبر ” ،
ثم عقب القائد قائلًا :
” يا رجال مصر لقد حانت لحظتكم التاريخية
التي كنتم تنتظرونها بفارغ الصبر ، فأثبتوا
وأثبتوا للعالم أنكم بحق خير أجناد الأرض ،
وردد الجميع بصوت واحد تعلوه الثقة في
نصر الله لهم ، قائلين : ” تمام يا فندم ” .
وفي لحظة تحول الجميع لخلية نحل ،
الكل يعلم مهامه جيدًا وتدرب عليها
مرارًا وتكرارًا خلال أعوام الحسم السابقة
ليوم معركة الكرامة .
وأستقلت المجموعات الزوارق المطاطية
حاملين معهم ، إيمانهم الراسخ بالله ، عقيدتهم
العسكرية ، وآمال شعبهم ، ومرددين :
” الله أكبر .. الله أكبر ” .
وهذه التكبيرات هي كلمة السر في فتح الله
المبين ، لأبواب العبور وزلزلة الأرض تحت
أقدام العدو الغاشم .
ورفع الجميع علم مصر الغالية ، ورفرف العلم
معلنًا حريته وإسترداد تراب الوطن النفيث .
وتم تكليف محمد النحاس وخنجر تادرس
وزملائهم بإقتحام خط بارليف الحصين ،
فإنطلوا علي قلب رجل واحد كالصاعقة
وراحوا يحصدون أرواح العدو الغاشم ،
حتي تمكنوا من إقتحام خط بارليف ،
ورفعوا علم مصر عاليًا مدويًا ، يملأعنان
السماء ، ومعلنًا تحطيم أسطورة جيش العدو
الذي لا يقهر ، وبزوغ نجم الحرية والكرامة لجيش
مصر العظيم وشعبه الأبي .
وفي هذه الأثناء إرتفع الآذان مختلطًا بصوت
التكبيرات والسجود علي الأرض شكرًا لله .
