بقلم: سالي جابر
استيقظت على صوت رسالة على هاتفي، لم تكن سوى وردة حمراء، رأيتها وأغمضت عيني رغبةً في دقائقَ إضافية من النوم. لديّ عمل بعد ساعتين من الآن، لكن هاتفي رنّ بوردةٍ أخرى، رأيتها وأنا أستغفر لاستيقاظي.
الآن أفقت من غفوتي التي لم يستطع منبّهي أن يفعلها، رفعت شعري كعكة كما تفعل امرأة أربعينية تحب النظام، واحتسيت كوبًا من النسكافيه وأنا أستمع إلى نشرة الأخبار في شرفتي.
كنت أفكر في عملي، وكيفية إنجاز خطتي ليومي هذا. وبينما أنا غارقة في أفكاري، وجدت رسالة ثالثة: “ألا تسألين من أنا؟”
وضعت الهاتف جانبًا وبدأت أجهّز نفسي للعمل، ولم أفكر كثيرًا.
وعند نزولي إلى الشارع وجدت شيئًا غريبًا؛ ورودًا وأغاني ودباديب حمراء. ما بال هذا اليوم يختلف عما سواه؟
وبعد قليل، وصلتني رسالة من صديقتي المقربة: “Happy Valentine’s Day.”
إذًا فذلك سبب الضجة والاختلاف.
ابتسمت في هدوء، وبدأت أفكر في تلك الرسائل الثلاث. من هو المرسل؟ ولماذا الآن؟
لكن سرعان ما أعدت الهاتف إلى حقيبتي، وقلت لنفسي:
“الحب الحقيقي لا يختبئ خلف شاشة، ولا يحتاج موعدًا ليُعلن عن نفسه. ما ضاع حقٌ في الحب، وما ضاع حبٌ صادق.”
في الطريق إلى عملي، كانت الوجوه من حولي تمضي مسرعة، يحمل بعضها ورودًا، ويحمل البعض الآخر تعب الحياة.
أما أنا فكنت أحمل حلمي، وخطتي، وقلبي الذي لم يعد ينتظر صدفة.
وصلت إلى المكتب، وضعت حقيبتي على الطاولة، وفتحت حاسوبي.
بين أوراق العمل ورسائل البريد الإلكتروني، لمحت وردةً حمراء على المكتب، لا أعرف من وضعها.
ابتسمت، ثم تابعت عملي بهدوء، وفي داخلي همس يقول:
“ربما لا يضيع الحب… ربما هو فقط ينتظر وقته المناسب.”
