سي السيد وزيرًا للتموين.. “العيش مش بالساهل يا مواطن!”

بقلم السيد عيد
لم يكن سي السيد يتخيل أن يأتي اليوم الذي يُصبح فيه مسؤولًا عن بطون الشعب، لكنه أخيرًا جلس على كرسي وزير التموين، وأدرك أن إدارة البيت والسيطرة على المصروفات كانت مجرد “بروفة” صغيرة لما ينتظره في الوزارة!
عندما دخل مكتبه لأول مرة، نظر حوله وقال بحزم:
“التموين محتاج قائد حازم.. مش دلع!”
وبدأ بوضع خطة إصلاحية تهدف إلى “تطوير المنظومة”، لكن بأسلوبه الخاص… أي بزيادة الطوابير، وتقليل الحصص، وإجبار المواطن على “الطاعة التموينية” دون نقاش!
“بطاقة التموين مش للرفاهية.. العيش لمن يستحق!”
أول قرار أصدره سي السيد كان بعنوان:
“إعادة النظر في مستحقي الدعم”
وترجمته الفعلية كانت:
حذف نصف الشعب من التموين لأنهم لا يبدون “فقراء بما يكفي”!
تحديد عدد أرغفة الخبز لكل فرد، ومن يطلب أكثر، فعليه إثبات أنه لم يأكل منذ يومين على الأقل!
إلغاء السكر والزيت لمن يملكون هاتفًا محمولًا ذكيًا، لأنهم “واضح إنهم مش محتاجين دعم!”
الإعلان عن دعم 125 جنيهًا لكل فرد في رمضان… لكن المفاجأة أن الدعم ظل حبرًا على ورق، ولم يصرفه أحد!
وحين سأله أحد الصحفيين: “هل ترى أن القرارات عادلة؟”، ضحك وقال بثقة:
“العدالة هي أن يعيش المواطن حسب ظروفه، مش حسب أحلامه!”
طوابير بلا نهاية.. و”العيش لمن يصل أولًا!”
لم يكتفِ سي السيد بتقليل حصص الخبز، بل قرر أن يجعل الحصول عليه مغامرة يومية!
أصبحت الطوابير أطول من مسلسل درامي، وأصبح المواطن يقضي نصف يومه في انتظار “لقمة العيش”، لكن الوزير اعتبر ذلك “رياضة صباحية مجانية للمواطنين!”
وحين اعترض أحد المواطنين قائلًا:
“إحنا بنقف بالساعات!”، أجابه الوزير بنبرة صارمة:
“لو جعان بجد.. مش هيهمه الوقفة!”
أما عن جودة الخبز، فقد كانت المفاجأة الكبرى!
أحد الصحفيين سأله: “سيادة الوزير، المواطن يشتكي أن العيش أشبه بالصخر!”
فرد بثقة: “عظيم.. هيقعد معاه فترة أطول ومش هيستهلكه بسرعة!”
اللحظة الحاسمة.. “ثورة المطبخ” في منزل سي السيد!
بعد يوم شاق من إصدار القرارات، عاد سي السيد إلى منزله، متوقعًا استقبالًا هادئًا من أمينة، لكنه تفاجأ بمشهد لم يكن في الحسبان!
أمينة واقفة في المطبخ، ووجهها يحمل نظرة “الاعتراض الشعبي”، بينما أمامها رغيف خبز يابس وكوب شاي بدون سكر!
قالت بغضب:
“فين التموين يا سي السيد؟! مفيش زيت، مفيش سكر، حتى العيش ناشف!”
حاول سي السيد أن يتمالك أعصابه وقال:
“البلد كلها كده يا أمينة، لازم نصبر ونتحمل!”
لكنها لم تقتنع، وقالت:
“طب بما إنك بتقول العيش مفيد كده.. اتفضل اتعشى بيه!”
ثم وضعت أمامه رغيفًا أشبه بقطعة طوب، وقالت بابتسامة ساخرة:
“على ضمانتك، كله فوائد!”
وهنا، أدرك سي السيد أنه يمكنه فرض سياسته التموينية على الشعب… لكن في بيته، هناك “معارضة شرسة” لا تخشى العقوبات!