عيد الفطر: فرحة المسلمين وسنن العيد

د/حمدان محمد
يأتي عيد الفطر المبارك بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، ليكون عيدًا للفرح والسرور، يحتفل فيه المسلمون بإتمام فريضة الصيام، ويتجلى فيه مظاهر المحبة والتراحم بين الناس. تتزين الشوارع والأسواق، وتكتسي البيوت بألوان البهجة، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات.
ففي صباح يوم العيد، تعم الفرحة البيوت والشوارع، ويستعد المسلمون لأداء صلاة العيد في الساحات والمساجد، حيث يتجمع الرجال والنساء والأطفال في مشهد احتفالي يعبر عن وحدة المسلمين وفرحتهم. يتبادل الناس التهاني والدعوات الطيبة، ويقومون بزيارة الأهل والأقارب، مما يزيد من أواصر المحبة والتواصل الاجتماعي.
كما يعد العيد فرصة لتجديد العلاقات وإصلاح ذات البين، إذ يحرص المسلمون على تجاوز الخلافات والتسامح، ليبدأوا صفحة جديدة مليئة بالمودة.
وهناك سنن للعيد،يحرص المسلمون على اتباع سنن العيد التي وردت عن النبي ﷺ، ومن أبرزها:
1. التكبير:
يبدأ التكبير من غروب شمس آخر يوم من رمضان حتى صلاة العيد. يقول المسلم: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.” ويُرفع الصوت بها في البيوت والشوارع، مما يضفي روحانية خاصة على أجواء العيد.
2. الاغتسال والتطيب:
يُستحب الاغتسال قبل الذهاب إلى الصلاة ولبس أجمل الثياب، كما يسن استخدام الطيب والعطر، ليكون المسلم في أبهى حلة، تعبيرًا عن الفرح بالعيد.
3. الإفطار قبل الصلاة:
من السنة تناول تمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، ويُفضل أن تكون وتراً (ثلاث أو خمس)، اقتداءً بالنبي ﷺ.
4. صلاة العيد:
تُصلى في جماعة في الساحات أو المساجد، وتُعتبر من السنن المؤكدة. تبدأ بخطبة تحث على التراحم والتكافل، وتعزز روح الأخوة بين المسلمين.
5. التهنئة:
يقول المسلمون بعضهم لبعض: “تقبل الله منا ومنكم” و”عيد مبارك” و”كل عام وأنتم بخير”. كما يحرصون على زيارة الأهل والأصدقاء، وتبادل الهدايا.
6. زيارة الأهل والأقارب:
وصلة الرحم من أهم مظاهر العيد، حيث يتبادل الناس الزيارات والتهاني، ويتفقدون أحوال بعضهم البعض، مما يعزز التآلف والمحبة في المجتمع.
7. إخراج زكاة الفطر:
وهي واجبة على كل مسلم قبل صلاة العيد، وتُعطى للفقراء لإدخال السرور على قلوبهم، وتطهيرًا للصائم من اللغو والرفث.
وفي هذا العيد، تتجلى القيم الإنسانية من تكافل وتعاون، حيث يحرص المسلمون على تفقد المحتاجين وتقديم المساعدات، لتعم الفرحة كل بيت. كما يكون العيد فرصة للتسامح والعفو، مما يزيد من تماسك المجتمع ووحدته.
وتشهد موائد العيد أصنافًا متنوعة من الطعام، حيث تتبادل الأسر الأطباق والحلويات، وتزين البيوت بأشهى المأكولات. ويُعتبر تقديم الهدايا للأطفال من أجمل مظاهر العيد، حيث تعلو ضحكاتهم فرحًا، مما يضفي بهجة خاصة على الأجواء.
ولا يقتصر العيد على الاحتفال الفردي، بل هو مناسبة جماعية يتشارك فيها الجميع مشاعر البهجة. تقام في بعض المناطق احتفالات شعبية ومسابقات ترفيهية، كما تنظم الجمعيات الخيرية موائد ، فيتشارك الجميع في نشر البهجة.
ويظل عيد الفطر عيدًا يجمع القلوب على المحبة، ويعزز روابط الألفة بين المسلمين. وهو فرصة لإظهار الفرح بما أنعم الله من إتمام الصيام والقيام، وفرصة لتجديد النية على المضي قدمًا في طاعة الله وحسن معاملة الناس. عيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير!