ديني

العشر الأواخر من رمضان: نفحات الرحمة وفرصة العتق من النار

د/حمدان محمد
مع اقتراب ختام شهر رمضان المبارك، تتجلى أعظم أيامه ولياليه، حيث تأتي العشر الأواخر حاملةً معها من الخير والبركة ما لا يُحصى. إنها أيام الاجتهاد في العبادة، ومضاعفة الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله بقلوب خاشعة، طلبًا لمغفرته ورحمته وعتقه من النار.
وقد تميزت هذه الأيام الفضيلة بمكانة عظيمة في الإسلام، وقد كان النبي ﷺ أشد حرصًا على اغتنامها، كما روى الإمام البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله”. ومن فضائل العشر وما ينبغي على المرء فعله
1. ليلة القدر:
تعد العشر الأواخر فرصةً عظيمة لتحري ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر، قال الله تعالى:
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 3).
وهي ليلة تُقدَّر فيها الأرزاق، وتتنزل فيها الملائكة، ويستجاب فيها الدعاء، فمن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
2. الاجتهاد في العبادة:
في هذه الأيام المباركة، كان النبي ﷺ يضاعف جهده في الطاعات من صلاةٍ وذكرٍ ودعاء، وكان يعتكف في المسجد طلبًا للصفاء الروحي والقرب من الله.
3. العتق من النار:
ورد في الحديث الصحيح أن لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار، فما بالك بالعشر الأواخر التي تضاعف فيها النفحات الربانية؟!
وكيف نغتنم العشر الأواخر؟
1/إحياء الليل بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.
2/الإكثار من الدعاء، وأفضل ما يقال: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”.
3/إخلاص النية وتجديد العهد مع الله بالتوبة الصادقة.
4/الاعتكاف لمن تيسر له، تحقيقًا للسنة النبوية.
5/الصدقة والتوسع في العطاء للفقراء والمحتاجين.
فالعشر الأواخر ليست مجرد أيامٍ تمضي، بل هي فرصة قد لا تتكرر، وأمل يتجدد في كرم الله ورحمته. فلنحرص على استثمارها بما يقربنا إلى الله، ولنُخلِص العبادة، لعلها تكون سببًا في نجاتنا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى