مقالات

أشواك مريرة… تنهيدة قلب ترثي الحياة

 

كتبت/ خديجة ربيع

أسيرة القلم

من منّا لم يبتلع أشواكًا غُرست في فؤاده، حتى غامت الدنيا في عينيه، وتحول لحن الحياة إلى ما يشبه لحن جنازة؟ تلك لحظات قاسية تمر بنا، تترك القلب مثقلًا والروح هشة كزهرةٍ يانعة باغتها الجفاف.

زهرة الحياة، كانت نابضة بالحيوية والنضارة، تبتهج لأبسط اللمسات، لكنها ما إن شعرت بتجاهل القلوب حتى خارت قواها، وباتت حزينة تبكي مصيرها. ذبلت، وبهت عبيرها، حتى تحولت إلى هيكل شاحب، يتفتت عند اللمس، لا يُنقذه لا الماء ولا الطين ولا دفء الشمس. تتحول أوراقها إلى أشواكٍ جارحة، كما تتحول بعض القلوب الطيبة حين يخذلها الزمن.

إنها ليست مجرد زهرة، بل مرآة لقلوبنا ووجداننا… تلك القلوب البيضاء التي تأبى الألم، لكنها تُجبر عليه. فما إن يتكرر الغدر حتى تفقد شيئًا من نقائها، وتتحول الطمأنينة إلى خوف، والصفاء إلى قهر، وتتسلل العتمة إلى مساحات كانت يومًا مشتعلة بالحياة.

تشكو الكاتبة من خيانة الزمان وسنوات العتمة التي نالت من القلب بأسنانها، وكأنها صراعٌ صامت مع الوجع، يجبر حتى الجماد على الشعور. تقول: “يخفق القلب شوقًا، لكنه يعود مثقلًا بالخزي والألم، وكأن نهرًا من الأوجاع يسقي الألم ليتضاعف”. كل تنهيدة، كل غصة، كل صمتٍ طويل، ما هو إلا احتباس لصرخة مدفونة تتمنى أن تُطلق كي تذيب قيود القلب.

وتختم بقولها: “اعذروا أشجاني وكلامي المبعثر، إنها حكاية تلخص الحياة في لحظة، وتضع أمامنا الموت في صورته الصادمة… حين يُطفئ الحياة فجأة، وكأنها لم تكن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى