الثقافة

العفاريت الحمراء.. ظاهرة سماوية نادرة تدهش العلماء وتثير التساؤلات

نجده محمد رضا

في ظاهرة نادرة تُشاهد عادة على ارتفاعات شاهقة فوق العواصف الرعدية القوية، ظهرت مؤخرًا ما يُعرف بـ”العفاريت الحمراء” (Red Sprites)، وهي تفريغات كهربائية ضخمة ذات لون أحمر، تُشاهد في طبقات الجو العليا، تحديدًا في طبقة الميزوسفير، على ارتفاع يتراوح بين 50 و90 كيلومترًا فوق سطح الأرض.

العفاريت الحمراء هي نوع من البرق العلوي، يختلف تمامًا عن البرق التقليدي الذي نراه عادة في السماء. تتخذ هذه الظاهرة شكل أعمدة ضوئية حمراء أو هياكل تشبه قناديل البحر، وتدوم لبضعة أجزاء من الثانية فقط، مما يجعل من الصعب رؤيتها بالعين المجردة دون معدات تصوير فائقة السرعة.

تتكون العفاريت الحمراء عندما يُحدث البرق القوي في العواصف الرعدية تفريغًا كهربائيًا ضخمًا يرسل موجات كهربائية إلى طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى تفريغ شحنة كهربائية في الهواء الرقيق هناك، فيُنتج هذا الضوء الأحمر الباهت.

حتى الآن، لم تُسجّل أي آثار مباشرة لهذه الظاهرة على البشر أو الحياة على الأرض. فهي تحدث على ارتفاعات عالية جدًا ولا تلامس سطح الأرض.
ومع ذلك، يدرس العلماء علاقتها بالمجال المغناطيسي للأرض وتأثيرها على الاتصالات اللاسلكية وإشارات الراديو، خاصةً في المناطق القريبة من العواصف الشديدة.

تُشاهد العفاريت الحمراء غالبًا في مناطق وسط إفريقيا، أمريكا الجنوبية، وشمال أستراليا، وكذلك في بعض مناطق جنوب شرق آسيا، لكنها قد تظهر في أي مكان يشهد عواصف رعدية قوية.

شهدت الأعوام الأخيرة تزايدًا في الاهتمام العلمي بهذه الظواهر، مع تطور معدات التصوير الفضائي والراداري، حيث تمكّنت أقمار صناعية من التقاط صور مذهلة لها وبدأت وكالات الفضاء مثل “ناسا” في دمج دراستها ضمن مشاريع استكشاف طبقات الجو العليا.

رغم غرابة اسمها، فإن “العفاريت الحمراء” ليست سوى جزء صغير من عجائب الكون تذكّرنا هذه الظواهر بجمال وغموض كوكبنا، وتدفعنا إلى مواصلة البحث عن أسرار السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى