ايران تعزز مواقعها النووية تحت الأرض في ظل استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة

كتب / عادل النمر
أفاد تقريرٌ حديثٌ صادر عن معهد العلوم والأمن الدولي بأنّ إيران شرعت في تعزيز وتحصين عددٍ من منشآتها النووية تحت الأرض، وذلك بالتزامن مع مواصلة محادثاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي.
وذكر المعهد في تقريره أنَّ العمل على توسعة المنشآت تحت الأرض يأتي ضمن مسعى طهران لضمان حماية منشآتها الحيوية من أيّ هجوم محتمل، كما يعكس رغبتها في الحفاظ على قدرات تخصيب اليورانيوم والتوسع فيها بأقل قدر من التعطيل الخارجي.
وأشار التقرير إلى قيام إيران بنقل معدات ثقيلة وبناء أنفاق إضافية في موقع “فردو” النووي، الذي يُعرف بكون مقرّه داخل جبل صخري يضمن له مستوى أعلى من الحماية، بالإضافة إلى تطوير مرافق وخطوط أنابيب داخلية جديدة تسهّل حركة المواد والنفايات النووية بعيداً عن أعين المراقبة الخارجية.
لا تأتي هذه الخطوات بمعزل عن المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، حيث يتبادل وفدا طهران وواشنطن جولة جديدة من النقاشات حول رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران مقابل تحديد سقفٍ زمنيٍ ونوعيّ لبرنامجها النووي.
من جانبه، قال مسئولٌ كبير في معهد العلوم والأمن الدولي إنّ “إيران تستخدم مفاوضات فيينا كغطاء لتمديد وتعزيز بنيتها التحتيّة النووية، وهو ما يثير تساؤلات جدّية حول جدّية طهران في التوصل إلى اتفاقٍ نهائي.” وأضاف أنّ “المعهد يراقب عن كثب هذه التحركات التي قد تؤثر على مسار المفاوضات وتوازن القوى الإقليمية.”
في المقابل، تؤكد طهران مراراً أنّ أهدافها النووية سلمية بحتة، وأنّ تعزيز المواقع تحت الأرض يندرج ضمن إطار تأمين المنشآت الحساسة فقط.
وفيما يترقب المجتمع الدولي نتائج جولة المفاوضات الحالية، يظل ملف البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز ملفات الأمن الإقليمي والدولي، ويشكّل مؤشرًا حاسماً على مستقبل العلاقات بين إيران والقوى الكبرى.