تقارير

خيانة دون تراجع و ذكاء بلا انتماء

بقلم /حمودة امين حسين

الجاسوسة التي هزّت الرأي العام العربي

في عالم تحكمه الأسرار والخداع، يبرز اسم نداء الأعوج كواحد من أكثر الأسماء إثارة للجدل في سجل الجاسوسية الحديثة. وُلدت نداء في سوريا، ونشأت في بيئة وطنية محافظة، قبل أن تأخذ حياتها منحىً غير متوقع جعلها في قلب لعبة استخباراتية خطيرة.

البداية: من الوطنية إلى الشك

لم تكن نداء شخصية معروفة، لكنها دخلت في دائرة الضوء بعد أن تم الكشف عن تجنيدها من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي. تشير التقارير إلى أن عملية التجنيد بدأت خلال إقامتها في الخارج، حيث تم استغلال بعض نقاط ضعفها العاطفية والمادية، إلى جانب إقناعها بوعود زائفة تتعلق بالمستقبل والحرية.

المهام التي كُلّفت بها

بحسب ما أوردته وسائل الإعلام بعد انكشاف أمرها، فقد أوكلت إلى نداء مهام متعددة تتعلق بجمع معلومات أمنية عن مواقع حساسة في سوريا، وبتسهيل الاتصالات بين عناصر معادية داخل البلاد وخارجها. يُقال إن عملها استمر لسنوات، وكانت تتنقل بين عدة دول، مستغلة جوازات سفر مزيفة وشخصيات متعددة.

السقوط

تمكنت أجهزة الاستخبارات السورية من رصد تحركاتها بعد ورود معلومات من جهاز استخباراتي حليف، مما أدى إلى تعقبها بدقة. ووقعت في قبضة الأمن السوري بعد عملية مراقبة دقيقة، وتم الإعلان عن اعتقالها في سياق حملة أوسع ضد شبكات التجسس في المنطقة.

المحاكمة والجدل

أُدينت نداء بالخيانة العظمى، وحُكم عليها بالسجن المؤبد. وقد أثارت قصتها موجة من الغضب الشعبي، خاصة بسبب رمزية الاسم الذي حملته، وما مثّلته من خرق للثقة والانتماء الوطني. في المقابل، شكك البعض في الرواية الرسمية، معتبرين أن القضية قد تكون جزءًا من تصفيات سياسية أو رسائل استخباراتية مشفّرة.

إرثها في الذاكرة الأمنية

قضية نداء الأعوج لا تزال تُدرس في العديد من الدورات الأمنية في الدول العربية، بوصفها نموذجًا لكيفية تجنيد الأفراد، وخطورة التراخي في كشف الولاءات، خصوصًا في زمن الحروب الباردة الجديدة التي تشهدها المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى