كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الاكتئاب حالة صحية نفسية تتميز بمشاعر مستمرة من الحزن واليأس وقلة الاهتمام بالأنشطة اليومية. كما يمكن أن يسبب أعراضًا جسدية كالتعب والأرق وتغيرات في الشهية. في حين أن بعض الأشخاص قد يعانون من زيادة في الشهية، يعاني العديد من المصابين بالاكتئاب من فقدان الشهية.
العلاقة بين الاكتئاب وقلة تناول الطعام معقدة ومتعددة الجوانب. فالتغيرات في كيمياء الدماغ، ومستويات الهرمونات، واستجابات التوتر، كلها عوامل تُسهم في فقدان الشهية. إضافةً إلى ذلك، قد يُسبب الاكتئاب الشعور بالذنب أو انعدام القيمة، مما قد يؤدي إلى قلة العناية بالنفس وإهمال الاحتياجات الأساسية كالأكل.
لماذا يسبب الاكتئاب فقدان الشهية؟
من أهم العوامل التي تسهم في فقدان الشهية لدى مرضى الاكتئاب التغيرات الكيميائية في الدماغ. فغالبًا ما يصاب مرضى الاكتئاب باضطراب في الناقل العصبي السيروتونين، المسؤول عن تنظيم المزاج والجوع والنوم. وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى انخفاض الشهية وعدم القدرة على الاستمتاع بالطعام.
قد يسبب الاكتئاب أيضًا تغيرات في الهرمونات، مثل الكورتيزول، الذي يفرز استجابةً للتوتر. ارتفاع مستويات الكورتيزول يسبب تثبيط الشهية والشعور بالغثيان ومشاكل في الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى ذلك، يسبب الاكتئاب شعورًا بالإرهاق والقلق واليأس، مما يُصعّب القيام بأنشطة العناية الذاتية كالطبخ وتناول الطعام. وقد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية وتفاقم أعراض الاكتئاب.
كيف يساعد علاج الصحة العقلية
إذا كنت تعاني من فقدان الشهية بسبب الاكتئاب، فمن الضروري طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية. يمكن للمعالج أو المستشار النفسي تقديم الدعم والتوجيه في إدارة أعراض الاكتئاب وتحسين الصحة العامة.
يمكن للعلاج النفسي أيضًا مساعدة الأفراد على تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية التي تُسهم في فقدان شهيتهم والتغلب عليها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمعالج النفسي مساعدتهم في تطوير استراتيجيات للتكيف وممارسات للعناية الذاتية لتحسين الحالة المزاجية وزيادة الدافع لتناول الطعام.
في بعض الحالات، قد يُوصف دواءٌ أيضًا لمعالجة اختلالات كيمياء الدماغ وتخفيف أعراض الاكتئاب. يعد التعاون الوثيق مع طبيب أو طبيب نفسي أمرًا بالغ الأهمية لإيجاد الدواء والجرعة المناسبين لاحتياجاتك الخاصة.
يعد علاج الصحة النفسية ضروريًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وفقدان الشهية. ورغم إمكانية وصف الأدوية في بعض الحالات، إلا أن العلاج النفسي غالبًا ما يكون الوسيلة الأكثر فعالية لعلاج الاكتئاب.
ييساعد العلاج النفسي المصابين بالاكتئاب على تحديد الأسباب الكامنة وراء أعراضهم ومعالجتها، مثل الصدمات النفسية غير المُعالجة أو أنماط التفكير السلبية. كما يوفر العلاج الدعم والأدوات اللازمة لإدارة التوتر، وتحسين الرعاية الذاتية، وبناء آليات تكيف صحية.
أطعمة تساعد في الوقاية الاكتئاب
للأطعمة خصائص محددة تساعد الجسم على العمل بشكل صحيح وبعض العناصر الغذائية ضرورية لكل نوع من الوظائف. عندما تنقص هذه العناصر الغذائية، يعاني الجسم من العواقب وأحدها الاكتئاب. للمساعدة في محاربة أعراض الاكتئاب.
الشوفان
الشوفان من الحبوب الكاملة تساعد على تنظيم نسبة السيروتونين في الجسم، التي تعمل على تحسين المزاج وزيادة النشاط، كذلك يعتبر الشوفان بطيء الهضم. فيستمر مفعوله لمدة طويلة.
سمك السلمون
سمك السلمون غني بدهون الأوميغا 3 التي تساعد على كبت المعدلات الزائدة من الأدرينالين الذي يحسن من المزاج وقد يسبب العصبية وتقلب المزاج والعدوانية، إذا زاد عن المعدل الطبيعي.
شاي البابونج
شرب فنجان من شاي البابونج قبل النوم يساعد على النوم الهادئ و يخفض من أعراض القلق.
السبانخ
غني بالمغنيسيوم الذي يحسن من المزاج العام و نقصه يسبب الصداع والقلق والإعياء.
البنجر (الشمندر)
غني بـ الفوليات المعروف بعلاقته الوطيدة بالجهاز العصبي، و نقصه يسبب التعب الذهني والنسيان والأرق. حرص على تناوله فيالسلطة أو شرب عصيره.
الفطر
غني بالسيلينيوم الذي يؤدي نقصه للاكتئاب والقلق والإعياء، حرص على تناوله مع اللحوم والدجاج.
الشوكولاتة الداكنة
تحتوى على مضادات الأكسدة التي تنظم ضغط الدم والدورة الدموية وعلى مواد طبيعية تعطي الشعور بالسعادة البالغة.
الجوز
تناول 30 غ من الجوز يوميا يمنع ارتفاع ضغط الدم ويخفف من القلق والتوتر.
التوت
يحتوى على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، مما يحد من إفراز الكوليسترول وهي المادة الكيميائية الأساسية التي تفرز أثناء التوتر.
الحمضيات
فهي غنية بفيتامين سي الذي يساعد على خفض مستويات الكورتيزول. الكورتيزول هو الهرمون المرتبط بالتوتر. بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين سي أيضا في إنتاج السيروتونين، مما يزيد من الشعور بالراحة.
العسل
يساعد الجسم على إنتاج مادة السيروتونين التي تساعد على تنظيم تقلبات المزاج.
الموز
غني بالتربتوفان، فهو يحفز إنتاج مادة السيروتونين، مما يساعد على التحكم في مستويات القلق.
البيض
مصدر لفيتامينات ب المركب والتربتوفان، ويعمل في الدماغ ويساعد على محاربة القلق والتوتر والاكتئاب.
البذور الزيتية
غنية بالمغنيسيوم وهو من العناصر الغذائية التي تساعد في محاربة الاكتئاب.
الخس
غني باللاكتوسين وحمض الفوليك، وهما يعملان كمهدئ طبيعي للأعصاب.
البروبيوتيك: الأطعمة مثل الزبادي والخضروات المخللة الغنية بالبروبيوتيك، الذي يعمل على تحسين صحة الأمعاء ويقلل من القلق.
