مشاهد مؤسفة أمام لجان تقديم الاعتذارات : إلى متى تستمر معاناة المعلمين؟

بقلم : عادل النمر
رصدت عدسات جريدة حديث وطن مشاهد مؤسفة أمام مقار تقديم اعتذارات ندب الثانوية العامة، حيث اضطرت العديد من السيدات – من المعلمات – إلى الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، في طوابير غير منظمة، تعكس حالة من العشوائية والتأخر في الإدارة، لا تليق بمنظومة تعليمية يُفترض أنها في طريقها إلى التطوير.
هذه المشاهد لم تكن الأولى، ولكنها تكررت على مدار الأعوام، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى استعداد إدارات التعليم للتعامل مع مثل هذه الإجراءات، التي يمكن ببساطة أن تتم إلكترونيًا أو على الأقل بطريقة تحفظ كرامة المعلمين والمعلمات، وتراعي ظروفهم الإنسانية.
اللافت للنظر أن هذه الأزمة لا ترتبط بالإمكانات، بقدر ما تكشف عن غياب التخطيط المسبق والتنسيق بين الإدارات المعنية، فضلاً عن الاعتماد على أساليب تقليدية لم تعد تناسب متطلبات العصر، في وقت تتحدث فيه الجهات الرسمية عن التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية للخدمات التعليمية.
رسالة إلى وزير التربية والتعليم:
إذا كان الهدف الحقيقي هو إصلاح التعليم، فإن أول خطوة يجب أن تبدأ باحترام المعلم وتوفير بيئة تليق بمكانته. مشاهد الطوابير الطويلة تحت الشمس لا يجب أن تمر مرور الكرام، فكرامة المعلم ليست شعارًا نردده، بل مسؤولية يجب أن نتحملها جميعًا.
إننا بحاجة إلى مراجعة جادة للآليات المتبعة في تنظيم مثل هذه الإجراءات، وتطبيق حلول واقعية تضمن سهولة الوصول إلى الخدمة، دون إرهاق أو إذلال. فالتقدم لا يُقاس فقط بما يُقال في المؤتمرات، بل بما يُشاهد في الميدان.