منوعات

العلاقات الواضحة.. راحة للقلب وسكينة للنفس

د\حمدان محمد

في مشهد من برنامج “مدفع رمضان”، ظهرت صورتان متناقضتان تلخصان الفرق بين العلاقات الواضحة وتلك التي يشوبها الخفاء. في اللقطة الأولى، عندما أدرك فريق التصوير أن الفتاة ليست في علاقة رسمية، تعمدوا إخفاءها احترامًا للقيم الأخلاقية والمجتمعية، بينما في المشهد التالي، وقف زوجان بثقة وابتسامة عندما أوقفهما محمد رمضان، لأن علاقتهما كانت في إطار شرعي واضح.

فهذا المشهد يطرح تساؤلًا عميقًا: لماذا يشعر البعض بالحاجة إلى الاختباء بينما يعيش آخرون في راحة وطمأنينة؟ الفرق هنا ليس مجرد موقف عابر، بل هو انعكاس لحقيقة ثابتة؛ العلاقات الواضحة، القائمة على أسس سليمة، لا تدعو للقلق أو الخوف، بل تمنح أصحابها الأمان والاستقرار النفسي.

أما في المقابل، نجد أن العلاقات غير الشرعية بين الشباب والفتيات تحمل في طياتها القلق والتوتر، مهما بدا الأمر في بدايته جميلًا ومثيرًا. فهذه العلاقات، وإن بدت في ظاهرها تعبيرًا عن الحب والمشاعر، إلا أنها غالبًا ما تكون قصيرة الأجل، محفوفة بالمخاطر النفسية والاجتماعية، وتترك آثارًا قد يصعب محوها فضلاً عن كونها محرمة ونهى عنها الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم حفاظاً على الأعراض ولكن من يفعل المحرم دائماً وأبداً ينتابه عده أمور.

1- الشعور بالذنب والخوف من الفضيحة:

العلاقات المحرمة تجعل أصحابها في خوف دائم من انكشاف أمرهم، مما يؤثر على استقرارهم النفسي ويجعلهم يعيشون في حالة من التوتر.

2- غياب الثقة والاستغلال:

حين لا يكون هناك التزام رسمي، تصبح العلاقة هشة، وقد تتحول إلى استغلال عاطفي أو مادي، حيث يسهل على أحد الطرفين التخلي عن الآخر دون أي مسؤولية.

3- البعد عن بركة الله:

قال النبي ﷺ: “الحلال بيِّن والحرام بيِّن” (رواه البخاري ومسلم). فالعلاقة التي تقوم على الحرام تفتقر إلى البركة، وغالبًا ما تكون نهايتها مؤلمة. بينما العلاقة الشرعية تبني أسرة مستقرة قائمة على الاحترام والمودة.

وليعلم الكل بأن الإسلام لم يحرم العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، بل وضع لها ضوابط تحفظ الكرامة وتصون النفس، فجعل الزواج هو الإطار الذي يحقق هذه العلاقة في أبهى صورها، حيث يكون الحب ممتلئًا بالمودة والرحمة، بعيدًا عن المخاوف والهواجس.

فالعلاقة الصحيحة ليست مجرد مشاعر، بل التزام ومسؤولية واحترام، وحين تكون في النور، تكون أكثر سعادة واستقرارًا. وكما قال الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” (الروم: 21).

ولكن دعونا نتأمل في معاني العلاقات الحقيقية، ونسعى لأن تكون حياتنا قائمة على الصدق والنور، لأن ما كان في النور يبقى مطمئنًا، وما كان في الخفاء يظل مهددًا بالخوف والتردد.

فلابد من كل إنسان منا أن يتقى الله في نفسه وأن يتقى الله فى بنات المسلمين وأن لا يحاول السقوط

والمرأة أيضاً لابد أن تتقي الله وتتذكر لقاء الله وتحافظ على مكانتها التى وضعها الله سبحانه وتعالى لها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى