د. ياسمين عبدالله
نعيش اليوم في زمن أصبح فيه التوتر جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية،ضغوط العمل، المسؤوليات الأسرية، الأخبار المتلاحقة،كلها تجعل العقل في حالة استنفار دائم، وكأننا في سباق لا يتوقف.
لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن التوتر النفسي لا يبقى في حدود المشاعر، بل يتسلل إلى الجسد ويصيبه بالمرض.
من الناحية الطبية، يعمل التوتر على تنشيط ما يُعرف بـ محور الضغط النفسي ، وهو المسؤول عن إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، هذه الهرمونات تعد مفيدة في المواقف الطارئة قصيرة المدى، لأنها تهيئ الجسم لمواجهة الخطر.
لكن عندما يستمر التوتر لفترات طويلة، تتحول هذه الاستجابة من آلية حماية إلى عبء صحي مزمن.
-أبرز تأثيرات التوتر على الجسم:
القلب والأوعية الدموية:
ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الجلطات.
الجهاز الهضمي:
اضطرابات مثل القولون العصبي، والقرحة، وسوء الامتصاص.
المناعة:
ضعف مقاومة العدوى وتأخر التئام الجروح.
النوم والدماغ:
أرق، صداع، تشتت، وضعف في التركيز والذاكرة.
-كيف نحمي أنفسنا من آثار التوتر؟
الوقاية من التوتر لا تعني تجنب الضغوط تماماً، بل إدارة استجابتنا لها بوعي وهدوء.
وفيما يلي خطوات تساعد على تخفيف أثر التوتر النفسي على الجسم:
-تنظيم التنفس:
خذ فترات قصيرة خلال اليوم للتنفس ببطء وعمق، فذلك يخفض مستوى الكورتيزول.
-النوم الكافي:
احرص على 7–8 ساعات نوم ليلي منتظم، فقلة النوم تضاعف تأثير التوتر.
-النشاط البدني:
المشي، أو اليوجا، أو أي حركة خفيفة يومية تفرز هرمونات السعادة وتُقلل القلق.
-التعبير عن المشاعر:
لا تكبت انفعالاتك،تحدث مع شخص تثق به أو دون ما تشعر به.
-التغذية المتوازنة:
تجنب الكافيين الزائد والوجبات السريعة، واهتم بالأطعمة الغنية بالمغنيسيوم وأوميغا-3.
-التقليل من المثيرات:
قلل التعرض للأخبار السلبية أو الصراعات اليومية غير الضرورية.
-طلب المساعدة المهنية:
استشارة مختص نفسي خطوة ناضجة، لا ضعفاً، وتساعد على بناء آليات تكيّف صحية.
-الاسترخاء الذهني:
مارس التأمل أو الصلاة بتركيز وهدوء،فهي من أقوى وسائل استعادة الاتزان العصبي.
واخيرا..
العقل السليم لا يعيش في جسد متعب، والجسد لا يزدهر في بيئة نفسية مضطربة.
فلنمنح أنفسنا لحظات من الراحة الذهنية، فهي ليست ترفاً ،بل دواء حقيقي للجسد والروح.
