تقارير

البندقية… لؤلؤه ايطاليا العائمة التي تأسر القلوب وتقاوم الزمن

نجده محمد رضا

تعد مدينة البندقية أو “فينيسيا” كما يُطلق عليها بالإيطالية، واحدة من أكثر المدن سحرًا وتميزًا في العالم، إذ تقف شامخةً فوق الماء كتحفة معمارية وفنية تمتزج فيها الحضارة بالتاريخ.

مدينة فوق الماء
تقع البندقية شمال شرقي إيطاليا، وتُبنى على أكثر من 100 جزيرة صغيرة متصلة بجسور وقنوات مائية، وتُستخدم القوارب كوسيلة أساسية للتنقل، أشهرها “الجندول” التقليدي. وتُعرف المدينة باسم “المدينة العائمة”، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

تاريخ عريق وثقافة غنية
تعود أصول البندقية إلى القرن الخامس الميلادي، وكانت في العصور الوسطى واحدة من أقوى الجمهوريات البحرية في أوروبا، وعرفت بازدهارها التجاري والثقافي. ولا تزال آثار هذا المجد حاضرة في مبانيها التاريخية مثل كاتدرائية سان ماركو، وقصر دوجي، وساحة سان ماركو التي تُعد قلب المدينة النابض.

وجهة سياحية عالمية
تستقطب البندقية ملايين الزوار سنويًا، لما تقدمه من تجارب فريدة، أبرزها رحلات القوارب في القنوات المائية، والمهرجانات المبهرة مثل “كرنفال البندقية” الشهير بأقنعته الفاخرة، بالإضافة إلى متاحفها الفنية ومطاعمها التي تقدم ألذ الأطباق الإيطالية.

تحديات معاصرة
ورغم جمالها، تواجه البندقية تحديات بيئية خطيرة، أبرزها ارتفاع منسوب المياه الذي يهدد غمر أجزاء من المدينة، ما دفع السلطات لتطوير مشروع ضخم يسمى “MOSE” يهدف لحمايتها من الفيضانات. كما تواجه تحديات بسبب السياحة المفرطة، ما يستدعي جهودًا متزايدة للحفاظ على توازنها البيئي والثقافي.

تبقى البندقية مدينة فريدة لا تشبه أي مكان آخر في العالم، حيث يلتقي فيها الماضي بالحاضر وسط مياه هادئة وتاريخ صاخب. إنها لؤلؤة البحر الأدرياتيكي، التي تأسر القلوب بجمالها وتدعو العالم للحفاظ عليها للأجيال القادمة

هل تعلم أن مدينة البندقية في إيطاليا لم تُبن على أرض صلبة بل على ملايين من جذوع الأشجار المدفونة في قاع البحر منذ عام 421 ميلاديًا والبندقية تتحدى الزمن والمنطق الهندسي، فهي قائمة على خشب شجر الألدر المقاوم للتعفن، والذي يتحول بمرور الوقت إلى مادة صلبة تشبه الحجر. برج سان ماركو وحده يرتكز على 100 ألف كومة خشبية، وكنيسة ديلا سالوت تطلبت أكثر من مليون كومة دُقّت يدويًا حتى عمق 3 أمتار.

المدينة بُنيت على الماء هربًا من الغزوات في القرن الخامس، وكان البحر درعًا طبيعيًا لسكانها. اليوم تُعد من أكثر المدن زيارة في العالم، ومع تزايد الزوار فُرضت رسوم دخول بقيمة 10 يورو لليوم الواحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى