سر الجمال في اسم الله المصوِّر

أحمد القاضى الأنصارى
اسم الله “المصوِّر” يدل على عظيم قدرته، وبديع صنعه، وكمال حكمته.
فهو الذي صوّر المخلوقات وأعطاها صورها وهيآتها وهيئتها الظاهرة والباطنة، في أحسن تقويم، وعلى أكمل نظام.
المصوِّر هو الذي خلق الإنسان من طين، ثم شكّله في أطوار، فنفخ فيه من روحه، فخرج إلى الدنيا مخلوقًا متكاملًا في صورته الجسدية والنفسية.
فكما اختلفت وجوه الناس، اختلفت طباعهم، وأرزاقهم، وأمزجتهم، فكل ذلك من أثر اسمه “المصوِّر”.
ليس فقط في بني آدم، بل في سائر الخلق: في الطيور والحيوانات، في الأشجار والزهور، في الجبال والسحاب، في كل مخلوق صورة وهيئة تناسبه وتُظهر بعضًا من جمال صنع الله.
قال تعالى:
هو الله الخالق البارئ المصوِّر له الأسماء الحسنى
[الحشر: 24]
وذكر اسم “المصوِّر” في ختام هذه الآية جاء بعد “الخالق” و”البارئ”، ليُبيِّن أن الله لا يخلق فقط، بل يختار الشكل والصورة بدقة، ويُجري حكمته في كل خلية ومظهر.
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم:
أن يدرك المؤمن أن صورته منحة إلهية، لا مدخل لأحد فيها، فيحمد الله على ما أعطاه، ويرضى بما قسمه.
وأن يُنزّه قلبه عن السخرية من خلق الله، فكل هيئة خلقها الله لحكمة، وكل مظهر هو تجلٍّ من تجليات اسمه المصوِّر.
وأن يزداد خشوعًا لله إذا نظر في الخلق، وتأمل في الصور المختلفة التي بثّها الله في الأرض.
اللهم يا مصوِّر، صوّر قلوبنا على طاعتك، ووجّه وجوهنا إليك، وزيِّن أرواحنا بنور معرفتك ورضاك.