سي السيد المسحراتي.. “اصحى يا نايم قبل ما أمينة تصحي

بقلم السيد عيد
في ليلة رمضانية هادئة، قررت أمينة أن الوقت قد حان لتشغيل سي السيد بدلاً من جلوسه الأبدي على القهوة، فقالت له:
“مش ناوي تعمل حاجة مفيدة في رمضان غير الفرجة على ماتشات الكورة؟!”
رد بثقة زائفة: “أنا اللي بدير شؤون البيت بعقلي، وده أهم من أي حاجة!”
لكن أمينة لم تيأس، وقالت له بمكر: “طب ما تجرب تبقى مسحراتي… بما إنك بتحب الصوت العالي؟!”
وهكذا، وجد سي السيد نفسه ممسكًا بطبلة بدلًا من الشيشة، ومستعدًا لإيقاظ “الناس”!
خرج سي السيد إلى الشارع، منتفخ الصدر، وضرب الطبلة بكل قوته وهو يصيح:
“اصحى يا نايم وحد الدايم… وصحي معايا أمينة، أصلها نايمة ومش راضية تقوم!”
لكن بدلاً من استقبال حار، استقبله الجيران بطاسات وأحذية طائرة:
“إحنا في رمضان ولا في حفلة زار؟!”
“يا عم اسكت… عندنا منبهات!”
“هو إحنا اللي بنتسحر ولا مراتك؟!”
لكن سي السيد لم ييأس، بل ابتكر نداءات جديدة، مثل:
“اصحوا يا جعانين… قبل ما أمينة تخلص الزبادي لوحدها!”
وهنا، قرر الجيران الانتقام!
في الليلة الثالثة، خرج سي السيد كالمعتاد، لكن هذه المرة وجد الجيران في انتظاره، كل واحد مجهّز بسلاح:
أبو محمود بالخرطوم
الحاج سعيد بالمقشة
أم كريم بطاسة زيت مغلي
وقف سي السيد مذهولًا وقال: “إيه ده؟ انتو طالعين تتسحروا ولا تحربوا؟!”
رد أبو محمود وهو يلوّح بالخرطوم: “إما تهدي اللعب… أو الطبلة دي هنكسرها علي دماغك !”
وهكذا، اضطر سي السيد للتراجع، لكن دون أن يعترف بالهزيمة علنًا!
بعد ذلك اليوم، قررت أمينة أن تلقنه درسًا لا ينساه…
في ليلة هادئة، وبينما كان يغط في نومٍ عميق، استيقظ على صوت طبلة ضخمة تهتز لها الجدران!
فتح عينيه مرعوبًا، ليجد أمينة تمسك بطبلة أكبر منها وتصيح في أذنه:
“اصحى يا نايم… المطبخ محتاجك تخسل الصحون!”
قفز من السرير وهو يهتف: “هو إحنا في رمضان ولا في كابوس؟!”
ومنذ ذلك اليوم، قرر اعتزال مهنة المسحراتي نهائيًا، وعاد إلى وضعه الطبيعي… جالسًا أمام السفرة، منتظرًا السحور، معترفًا أخيرًا أن أمينة لا تُقهر!