الثقافة

البؤبؤ الرأسي والبؤبؤ الأفقي: اختلاف الشكل ووظيفة البقاء

سالي جابر

العين ليست فقط نافذتنا إلى العالم، بل هي سر من أسرار التكيّف في عالم الحيوان. ومن أبرز مظاهر هذا التكيّف: شكل البؤبؤ. فبينما نعتاد على شكل البؤبؤ الدائري في أعين البشر، نجد في مملكة الحيوان أشكالًا أخرى مذهلة، مثل البؤبؤ الرأسي والبؤبؤ الأفقي، ولكل منهما وظيفة دقيقة تخدم أسلوب حياة الحيوان.

أولًا: البؤبؤ الرأسي

يظهر البؤبؤ الرأسي – والذي يشبه الشق العمودي – في الحيوانات المفترسة الصغيرة مثل القطط والثعابين. هذا الشكل يمكّن الحيوان من التحكم الشديد في كمية الضوء الداخل إلى العين، مما يساعده على الرؤية في الظلام بكفاءة عالية.
كما يوفّر رؤية حادة عند قياس المسافات بدقة، وهو أمر حاسم أثناء الانقضاض على الفريسة.
القطط مثال رائع على هذه الخاصية؛ فهي ترى جيدًا في الإضاءة الضعيفة، وتستطيع تتبع حركة صغيرة في الظلام وكأنها تملك رؤية ليلية.

ثانيًا: البؤبؤ الأفقي:

أما البؤبؤ الأفقي، فيظهر في الحيوانات التي تتعرض للافتراس مثل الماعز، والغزلان، والخيول. يكون شكله شبيهًا بالخط الأفقي، ويمتد جانبياً داخل العين.
هذا الشكل يوفّر مجال رؤية واسع جدًا قد يصل إلى أكثر من 300 درجة، مما يسمح للحيوان بمراقبة محيطه من دون الحاجة لإدارة رأسه كثيرًا.
كما يساعده على رؤية الأرض بدقة أثناء الجري أو التنقل في التضاريس الصعبة، وهو أمر ضروري للهروب من الخطر.

شكل البؤبؤ ليس تفصيلًا جماليًا، بل هو ميزة تطورية تعكس احتياجات الحيوان:

البؤبؤ الرأسي للمفترس: من أجل التركيز والدقة.

البؤبؤ الأفقي للفريسة: من أجل المراقبة والهروب.

وهكذا، يخبرنا شكل العين الكثير عن عالم الحيوان، وطريقته في البقاء والتكيّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى