تنمية بشرية

تقدير الذات فى شهر رمضان

كتبت/رانده حسن

المسلمون في أنحاء العالم ينتظرون شهر رمضان الكريم ، وكثير من غير المسلمين أيضا ينتظره ، لما يحمله هذا الشهر الفضيل من روحانيات وتغيير عادات وتغيير النظام اليومى ، ولن أبالغ عند قولى تغيير اشخاص إلى الأفضل فيكون رمضان بمثابة خط الإنطلاق إلى بداية ميلاد إنسان جديد يختلف عن بداية رمضان أخلاقيا ونفسيا .

ويتبادر سؤال هنا ، هل شهر رمضان الكريم له تأثير على تقدير الذات ومعرفة قدرها وتغييرها إلى الأجمل والأرقى والأفضل ؟

عالمنا حاليا ملىء بالضغوط اليومية والصراعات النفسية، مع النفس ومع الغير ويطل علينا شهر رمضان كسفينة إنقاذ وفرصة للتغيير ، فلا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشرااب، بل
يمتد إلى داخل روح الإنسان ليعيد له ترتيب نفسيته ، ومدى رضاءه عن ذاته..

الإنسان يمتنع عن كل الحلال وهناك من يشعر بالراحة والرضا لأنه أتم فرض عليه من الله .
يشعر الإنسان داخله بالتفوق على رغباته وشهواته ، الرضا التام على
قوته النفسية التى تساعده فى تقدير الذات و الثقة بالنفس ، والبعد عن المشاعر والطاقات المليئة بالحزن الشديد والخوف والقلق والتوتر النفسي وتقوية وتعزيز المشاعر الإيجابية.

هل شهر رمضان الكريم من ساعد على ذلك؟ كيف ؟
نعم, ساعد الشهر الفضيل على التغيير ، لما يشعر به المسلمين من أهمية ومكانة هذا الشهر ، عند الله سبحانه وتعالى.
شهر رمضان هو السباق الذى يدخله الإنسان يمتنع فيه عن أشياء ويؤدى كثير من العبادات والمعاملات والطاعات التى تروض روحه وتعلمه الالتزام والانضباط الزمنى والسلوكى والأخلاقى ، هذا السباق النفسى ، والجسدى .
يدعم ويقوى الروح (الذات) ، يشعر الإنسان بأنه قادر على تغيير أنماط مختلفة في حياته اليومية ، يستطيع التحكم فى العادات الغذائية والجسدية وليست هى التى تتحكم به.
لأن الصيام يعلمنا الانضباط الذاتي.
الصائمون يستطيعون القدرة على التحكم في الإمتناع عن الطعام والشراب ، وعندما يتم إنهاء يوم الصيام بسماع آذان المغرب يشعر بقدرته على أنه أتم الإنجاز الكبير ، التغلب على نفسه وضبط النفس الجسدى والروحى من أكثر الأمور التى تصعب على الإنسان.
تشعر الذات. بقدرتها على تحمل الجوع والعطش ، تحمل المواقف الضاغطة والمشكلات وعدم القلق والتوتر والغضب ، تحلى الصائم بروح الهدوء والاتزان وتذكير نفسه بأنه صائم. ( اللهم انى صايم)القول المشهور للتذكير للنفس وللغير بالبعد عن المشاركات غير محسوبة بالتلفظ أو التشابك الجسدى مع الغير .
وهل ذلك لا يعتبر تغيير وتحويل من شخص لآخر خلال شهر رمضان ، تحول نفسى بإرادة من الشخص ذاته ، لتقدير ذاته وتغييرها إلى الأذكى.
لأن هذا التغيير يقوى الإنسان ، ينمى روحه ، يعزز ثقته بنفسه ، فالعبادات تقوى القلوب من خلال الصلاة ، الزكاة والصدقات ،والذكر وتلاوة القرآن الكريم ، إطعام الصائمين ،
التهجد ، وجميع الطاعات تساعد على تقوية ودعم الذات.
خلال شهر رمضان الكريم يشعر الإنسان بالتقرب من الله سبحانه وتعالى
ويشعر بالرابط الروحى والسلام والطمأنينة
والسكينة “التقدير الذاتي”، وهى رؤية الإنسان لنفسه وإيمانه بأنه قادر على تحقيق أهدافه عندما يضع الإنسان أهدافا لتحقيقها.
ففى شهر رمضان نجد الجميع وضع أهداف متعددة ومتنوعة:
منها (إكمال الصوم ، إتمام الصلاة المكتوبة ،ويا حبذا إذا كانت بالمسجد وجماعة ، صلاة التراويح ، والتهجد والاعنكاف ، إتمام تلاوة القرآن الكريم ، البعد عن ما يفسد الصوم من قول وفعل ،
صلة الرحم ، تبادل الزيارات والهدايا ، )
كل هدف يتمه الإنسان يشعر داخله بثقته بنفسه وأنه يستطيع .
الإستثمار بين النفس والجسد من خلال تطويعهما ، للتطوير والتغيير خاصة بشهر
رمضان يساعد من الشعور بالرضا والسعادة
والقدرة علي التحكم في الذات ومعرفة قدرها وتغييرها إلى طاقة جديدة تحقق أهداف متعددة ، ولديه القدرة على مواجهة الحياة بتحدياتها ومشكلاتها ولكن بقوة وثقة . رمضان سفينة تشعر ركابها بالنقاء النفسى تأخذهم من شاطيء ملىء بالضغوط والمشكلات إلى شاطىء هاديء ملىء بالطاعات والراحة النفسية والروحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى