تقارير

الشيخ عبد السلام الأسمر (ولي الشعب)

د. إيمان بشير ابوكبدة

“لا تعتزوا بالدنيا فإنها خائنة غدارة، ولا تزيد المعتز بها إلا ذلاً وقلة” 

يرجع نسب الشيخ عبد السلام الأسمر رحمه الله إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

فهو عبد السلام الأسمر بن سليم بن محمد بن سالم بن حميد بن عمران المعروف بالخليفة بن محيا بن سليمان بن سالم بن خليفة بن عمران بن أحمد بن خليفة بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمران بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي.

أما والدته فهي السيدة سليمة ابنة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الواحد الدرعي، وهو الإدريسي الحسني من ذرية الشيخ عبد السلام بن مشيش.

وسمي الشيخ عبد السلام بالأسمر لأنه كان يحيّ الليالي سمراً في طاعة الله.

مولده ونشأته

ولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول من عام 880 هـ الموافق 1475 م بمدينة زليتن الليبية.

توفي والده وهو ابن سنتين وشهرين، فقامت والدته برعايته حتى توفيت، بعد ذلك أشرف عمه الشيخ أحمد بن محمد الفيتوري على تربيته الذي كان يتقن اللغة العربية، ويقرض الشعر. أخذ عنه مبادئ الفقه والنحو، والتوحيد، والمنطق، وغيرها من العلوم الفقهية.

حفظ القرآن الكريم في الكتَّاب حتى أصبح من أمهر الحافظين في مدة قصيرة، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الواحد الدوكالي، والشيخ عبد الرحمن الوسلاتي. كما أنه أخذ العلم عن العديد من علماء المالكية ومشائخ التربية والسلوك.

أخذ الفكر التصوفي من شيخه الدوكالي الذي كانت تجمعه به علاقة مودة كبيرة.

ظل الأسمر يتلقى مختلف العلوم الإسلامية عن شيخه عبد الواحد الدوكالي مدة تسع سنوات، وبعدها أجاز له حتى يواصل رحلته في طلب العلم والمعرفة، وبلغ جملة من أخذ عنهم ثمانين شيخاَ من أبرزها: الشيخ عبد الله العبادي، والشيخ محمد عبد الرحمن (الكبير)، وغيرهم من علماء ذلك العصر.

“الشيخ الأسمر أحب الله فأحبه عباد الله”  

أنكر عليه بعض العلماء حالة الذكر والعبادة التي لازمته إلى أن مات، مما أضطره إلى الجلاء عن وطنه زليتن إلى مدينة زغوان التونسية، ثم رجع إليها، ولكنه أخرج منها مجدداً إلى الأحامد، وبعدها إلى طرابلس التي أخرج منها إلى مدينة غريان بأمر من الوالي. وهكذا ظل يتنقل من مكان إلى مكان حتى عاد إلى زليتن ليتني فيها زاويته المعروفة (بالزاوية الأسمرية) سنة 912 هـ.

كان رحمه الله على جانب كبير من العلم والاطلاع في أمور الدين.

مؤلفاته

العديد من مؤلفاته للأسف ضاعت حينما نهبت زاويته في فتنة مقتل ابنه عمران سنة 995 هـ.

أهم مؤلفاته:

(رسالة مختصرة في العقيدة الإسلامية وأصولها).

(الوصية الكبرى).

(الوصية الوسطى).

(الوصية الصغرى).

(الأنوار السنية).

(سفينة البحور).

(العظمة في التحدث بالنعمة).

(التحفة القدسية لمن أراد الدخول في الطريقة العروسية).

(نصائح التقريب في حق الفقراء والنقيب).

مجموعة (الأحزاب والأوراد والوظائف).

رسائله وكتاباته إلى إخوانه وتلامذته ومريديه.

الأسمر والشعر

تعددت مقطوعاته الشعرية ومنظوماته التعليمية والصوفية، وقد أحصى البعض قصائده بما يقارب من أربعة آلاف قصيدة.

وللشيخ الأسمر مقطعات كثيرة بالعامية، الأمر الذي جعل الكثيرين، نساءً ورجالاً يحفظون كلامه ويرددونه.

وفاته

توفي الشيخ عبد السلام الأسمر رحمه الله في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة 981 هـ الموافق 1573م، ودفن بزوايته زليتن.

تدمير الزاوية عام 2012م

في يوم الخميس 23 أغسطس 2012م قامت بعض المجوعات  بهدم وتفجير ضريح ومسجد الشيخ عبد السلام الأسمر، وزاويته، وحرق آلاف الكتب التاريخية في مكتبته، مستخدمين القنابل والجرافات. وقد تم تجديد الزاوية مرة أخرى لتستعيد قدرتها على استقطاب طلاب العلم من جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى