الأدب

ولاد .. أولاد حارتنا جــــ٥ـ .

بقلم / علي شعــــلان.

وما أن أهدأ الحضن روعتى (انا التايه ابن التايه ! ) حتى طال الضجيج أُذُننا أنا وحبيبتاه_(تلفظت بها أخيرا أيها الوغد أوا لم تكن عجوزة شمطاء ! ) _ضجيج أخرجنى

جبراً من حضن أمى مسرعاً إلى شرفة المنزل.

إذ رأيت خناقة شرسة تأكل الأخضر و اليابس بشراسة دموية بين أهالى جيراننا و عم “شمشون” ورجالته الزاخمين بزاد وسلاح وعتاد من النوابيت والسيوف لم أراها من قبل.

وقاموا يدفعوا بإخواتي دفعاً نحو الإنحصار و الإنسحاب والتقوقع نحو الهزيمة بل إلى تسليم تجارتنا وبضائعنا لهم حتى يسلموا من بطشهم . وبين التراشق هنا والسباب هناك .

كانت أمى تقبع بالآنين المبحوح لعلتها على ما تسمعه وما تراه بقلبها . وفى خضم المعركة رأيت “شمشون” كالثور الهائج الأول مرة في حياتي، حيث يأمر عزوته بالتنكيل والضرب بل والتحريض

على الشروع في قتل كل خصومهم من جميع إخواتي وإستهداف أمي على رأسهم دون مساسها بسوء ( لكن إكتشفت بعد ذلك كيف سيقتلونها بمنتهى الحرفية وعلى قدر عال من الخفاء دون ملاحظة أحد في تورطهم بقتلها مع سبق الإرصاد والترصد ).

وفي وسط هذا الضجيج.. حتى جاء من

أقصى الحارة رجلاً حكيماً ليوقف الصراع بينهم و يتوسط بالكلمة والحكمة والموعظة الحسنة .

ويصلح حالهم جميعاً بمعاهدة سلام.

وما أبصرت ملامحه حتى وجدته خر ساقطاً غارقاً في دمه بعدما إستدركوه بموافقة وهمية على الصلح حتى هم إحدى فتوات شمشون بخنجره ببقر بطنه حتى إستقرت في ظهره

وإذ بالمسكين هو “سفيان تايه “.

العلَّامة والعبقرى بالبحث الأكاديمي أوا الذى كان عبقري ! . فما أن إستقر الخنجر في ظهره وسقط أسفاً على الأرض حتى فاضت

الروح إلى بارئها ( ليست روحه هو. بل سفيان من سقط على الأرض.. بينما الروح هي روح أمى التي فاضت).

((يا أُمااااااه.. أتموتين على التدليس أيتها الأفاقة )) . كذبتي حينما قلتي أنت روحي.. كيف يا أمي أنا روحك وروحك خرجت إلى السماء.. أنا باق.. أنا عائش يا أمي.. أين انتى؟.. أين توأم روحك لروحي أنا ؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى