سي السيد في البرلمان… الديمقراطية على طريقة “سي السيد”!

بقلم / السيد عيد
في حدث غير مسبوق، وبعد سنوات طويلة من الجلوس على الكنبة واحتساء الشاي بالنعناع، قرر سي السيد اقتحام عالم السياسة وخوض الانتخابات البرلمانية، مدفوعًا بدعم إعلامي غير مسبوق من ياسمين عز، التي وصفته بأنه “الرجل النموذجي الذي تحتاجه الدولة”!
وبالفعل، فاز سي السيد بمقعد في البرلمان، حيث استقبله زملاؤه النواب باندهاش ممزوج بالقلق، بينما وقفت أمينة في الشرفة تلوّح بمنديلها الأبيض، غير متأكدة مما إذا كانت تودعه أم تحذّره!
وقف سي السيد في أول جلسة له تحت قبة البرلمان، وأمسك الميكروفون بيد قوية (للتأكيد على أنه ممثل عن الرجولة الأصيلة)، ثم قال بصوت جهوري:
“أقسم بالله العظيم… أن أحافظ على حقوق الرجل، وأتصدى لأي محاولات لزعزعة مكانته في المنزل، وأن أعمل بكل جهدي على منع أي محاولة لإجبار الرجال على غسيل الصحون!”
وانطلقت الهتافات من بعض النواب الذكور، بينما رمقته النائبات بنظرات مشحونة بالكهرباء، وكأن أعينهن تطلق تحذيرًا: “نحن قادمات يا سي السيد!”
أولى القوانين العاجلة!
بمجرد أن جلس على كرسيه في القاعة، فتح ملف الإصلاحات البرلمانية، واقترح القوانين التالية:
منع الرجال من دخول المطبخ إلا لمراقبة سير العمل.
فرض ضريبة على الزوجات اللواتي يطلبن من أزواجهن النزول لشراء الطلبات أكثر من ثلاث مرات يوميًا.
حظر استخدام جملة “ساعدني في تنظيف البيت” باعتبارها خرقًا لحقوق الرجل في الراحة.
إلغاء جميع البرامج التلفزيونية التي تدعو إلى مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية، واستبدالها بدروس مكثفة عن “فن الجلوس على القهوة دون تأنيب الضمير”.
المعارضة النسائية تشتعل!
لم تمر اقتراحات سي السيد مرور الكرام، فقد وقف نواب المعارضة النسائية وعلى رأسهم النائبة أمينة بنت الحارة، التي رفعت ميكروفونها قائلة:
“هذا انقلاب على الديمقراطية! لن نقبل بعودة عصر الجواري، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتم تقنين الكسل الرجالي بحجة الرجولة!”
وعلى الفور، خرجت مسيرة احتجاجية في أروقة البرلمان، تحمل لافتات مكتوب عليها:
“المساواة حق مش رفاهية!”
“يا سي السيد، المطبخ مش محرابك المقدس!”
التصعيد البرلماني… ووساطة ياسمين عز!
بعد أيام من الجدل الساخن، قرر البرلمان عقد جلسة استماع، وحضر ممثلون عن كلا الطرفين، ووسط هذه الفوضى، تدخلت ياسمين عز قائلة:“
الست لازم تدلع الراجل، وتحترمه، وما تخليش المطبخ يسرق عمره… إحنا هنا مش عشان نتخانق، إحنا هنا عشان نفهم الستات إزاي يدلعوا الرجالة!”
في تلك اللحظة، شعر سي السيد بالنشوة، بينما نظرت إليه أمينة نظرة تفيد بأن المعركة لم تنتهِ بعد!
بعد ضغط المعارضة، اضطر سي السيد إلى التراجع عن بعض مقترحاته، لكنه خرج منتصرًا بقرار برلماني جديد:
“يُمنع إجبار الرجل على غسل الصحون، ويُعتبر ذلك اعتداءً على كرامته!”
ورغم أن أمينة خرجت من الجلسة غاضبة، إلا أنها ابتسمت بخبث، وعندما عاد سي السيد للمنزل، وجد أن قوانين البرلمان شيء… وقوانين البيت شيء آخر تمامًا!
نظر إلى طاولة السفرة، فوجد قائمة مهام مكتوب عليها:
غسل الصحون لمدة أسبوع كعقوبة على التمرد السياسي.
شراء مستلزمات المطبخ… والعودة بدون أعذار!
إعداد الإفطار الرمضاني كعبرة لمن يعتبر!
وهكذا، أدرك سي السيد أن البرلمان قد يمنحه سلطة في قاعة التشريع… لكن في المنزل، تبقى السلطة الحقيقية في يد أمينة… بلا منازع!