علمي

عقله كعقل الطير

بقلم رانيا ضيف

يستخدم بعض الناس وصف (عقله كعقل الطيور )كإهانة أو للتعبير عن محدودية الفكر والذكاء !

لكن بعد قليل من الاطلاع ومشاهدة  فيلم وثائقي على “Curiosity stream”.

قام فيه علماء الأحياء  بنفي تلك القناعة، فقد كرسوا حياتهم لمتابعة الطيور، وتصرفاتها في المواقف المختلفة، فوجدوا أن عقول الطيور تعمل بطريقة معقدة لمعالجة تقنيات الطيران؛أكثر من أمهر الطيارين على أحدث الطائرات،

فوجدوا أن أسراب الطيور تطير في تناغم، ويسر دون أن تصطدم ببعضها البعض بالرغم من أن أعدادها قد تتجاوز المئات، في حين أن لو  قامت الطائرات بنفس طريقة الطيران، وبتلك الأعداد لتصادمت بسهولة !

وقد أجرى الباحثون عدة تجارب في مراكز متخصصة لاكتشاف ذكاء الطيور، وقدرتها على حل المشكلات، فاكتشفوا أن الطيور لديها قدرات مفاجئة للحصول على الطعام المخبأ، دون أن تجد أي صعوبة !

فقام العلماء بإجراء تجربة للمقارنة بين ذكاء  نوعين من الطيور؛ أحدهما يدعى kea كيا

ويعيش في نيوزيلاندا بأمان دون أي تهديدات .

وطائر الغراب؛ الذي عاش في مناطق مليئة بالمخاطر المحيطة والتهديدات.

فوجدوا أن كلا منهما لديه طريقة خاصة لحل المشكلات ..

فوضعوا صندوقا زجاجيا بداخله حبة فول سوداني لا يسهل الوصول إليها إلا من خلال باب صغير، فقام طائر ال kea الكيا بإدخال رأسه من الباب الصغير بأمان، لعدم وجود مخاوف سابقة في ذاكرته، واجتذب حبة الفول !

أما الغراب؛ وبسبب حذره الشديد لتعرضه لمخاطر وتهديدات سابقة فلم يأمن أن يدخل رأسه، فبحث عن عصا صغيرة وأمسكها بمنقاره، وأدخلها من الباب الصغير، ودفع حبة الفول وحصل عليها !

كما وجد العلماء أن الدلافين والقرود يعيشوا فى مجموعات كبيرة مما يؤدي لتطور الذكاء لديهم؛ فهل هذا ينطبق على الطيور ؟!

هذا ما بحث فيه العلماء، وإليكم النتيجة؛

أنه بعد عدة تجارب، ومراقبة ردود أفعال الطيور؛ وجدوا أنهم يراقبون بعضهم البعض ويتعلمون من تجارب كل فرد فى المجموعة، لتنمية خبرات باقي القطيع، للحصول على الطعام باستخدام حيل ذكية،  ووجدوا أن ذكاءهم يضاهي ذكاء القرود الرئيسية؛ حتى أطلقوا علي هذه الطيور

قرود ذوى ريش!

وفي تجربة أخرى كانت مدهشة لكل من رآها،

قام العلماء بوضع طعام داخل صندوق زجاجي بغطاء مثبت بذراع مع ركيزة في المنتصف، تستخدم كرافعة، ولفتح الغطاء يجب أن يقوم أحد الطيور بالوقوف على نهاية الرافعة بعيدا عن الطعام ليسمح لباقي رفقائه بتناول الطعام،

فما كان من الطيور إلا أنها فهمت كيفية عمل الرافعة!

وقام أحدهم بالوقوف على الرافعة، وتناول باقي الطيور الطعام، ثم تبادل مكانه مع طائر آخر، حتى يتناول هو الآخر الطعام !

وفي تجربة طريفة للغاية، قامت إحدى علماء الطيور بتقديم لعبة صغيرة للغراب،

فجذبها وخبأها بالرغم من عدم حاجته لتخبئتها، حتى يعلم هل ستأخذها أم ستتركها؟

فدخلت عالمة أخرى؛ ورأت اللعبة المخبأة ولكنها تركتها، والغراب يراقب كل ذلك !

ودخلت العالمة الأولى فأخذت اللعبة من مكانه  الآمن، وأيضا الغراب يراقب ذلك!

وبعد فترة قامت العالمتان بتقديم الطعام للغراب، كل واحدة على حدة..

فقام بتخبئة الطعام أمام الثانية التي لم تأخذ لعبته !

ولكنه انتظر خروج الأخرى ليخبىء الطعام منها؛ لأنها قد أخذت لعبته فى السابق !

أى أنه علم باختبار بسيط أجراه لهما من منهما يؤتمن ومن لا يؤتمن !

فسبحان الخالق العظيم الذي قال :

“وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ “(38) الأنعام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى