البارئ: خَلْقٌ بلا مثال، وإبداع بلا حدود

كتب أحمد القاضى الأنصارى
البارئ هو الذي خلق الخلق بريئًا من التفاوت والعيب، وقدّر كل شيء تقديرًا، وأنشأه على هيئة تناسب الغاية من وجوده.
وهو الذي يبرز الموجودات من العدم إلى الوجود على غير مثال سابق، بحكمةٍ بالغة وإتقانٍ مطلق.
قال الله تعالى:
هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى [الحشر: 24]
الفرق بين الخالق والبارئ والمصور:
الخالق: هو الذي يُقدّر الشيء ويخطّط له.
البارئ: هو الذي يُخرج هذا التقدير إلى الوجود.
المصور: هو الذي يضع للخلق صورهم وهيئاتهم.
فالله سبحانه قدّر فخلق، ثم برأ فأوجد، ثم صوّر فأبدع.
تأملات في اسم الله البارئ:
حين تنظر إلى تنوّع الخلق، واختلاف أشكالهم ووظائفهم، وترى التناسق العجيب بين أعضاء الكائن الحي، تدرك أن الله البارئ قدّر فهدى، وخلق فأحسن كل شيء صنعه.
من آثار الإيمان باسم الله البارئ:
إدراك كمال حكمة الله في خلقه.
التواضع أمام عظمة الخالق البارئ، فلا يغتر الإنسان بجماله أو قوته.
الثقة في أن كل شيء في خلق الله موضوع في مكانه الصحيح وبتقدير دقيق.
دعاء:
اللهم يا بارئ الخلق، أبرئ قلبي من كل نقص، وأصلح خُلقي كما أحسنت خَلقي، واجعلني ممن يشهدون بجلالك في كل مخلوق.