تقارير

الحربُ لا تُخاضُ بالسلاح… بل تُشَنُّ بلوحات المفاتيح

نجده محمد رضا

في اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور، قد يكون هناك من يكتب سطرًا من الشيفرة يهدد أمن دولة، أو يسرق مستنداتك الخاصة… دون أن تلاحظ

لم تعد الحرب تُخاض بالبنادق أو المدافع، ولم يعد العدو ظاهرًا على الجبهة.

اليوم، الحرب صامتة، أسلحتها غير مرئية، وجنودها لا يرتدون زيًّا عسكريًا.

مرحبًا بك في عصر الهجمات السيبرانية، حيث يتحكّم بزمام الأمور من يجلس خلف شاشة… لا من يحمل سلاحًا.

من هم “الهكر” الجدد؟

الهكر لم يعد مجرد شاب مراهق يعبث في شبكة بسيطة،

بل أصبح عقلاً خارقًا، مدرّبًا، يعمل لصالح جهات خطيرة: حكومات، منظمات، عصابات إلكترونية، بل وحتى شركات كبرى.

بعضهم يسعى للمال، وبعضهم للسيطرة، وآخرون يكتفون بإثبات القوة.

الهكر الحديث قد لا يعرفك… لكنه قادر على أن يسرق كل ما تملك، ويغادر بلا أثر.

كيف تتم عمليات الاختراق؟

طرق الهجوم السيبراني تطوّرت بشكل مرعب، منها

رسائل البريد الإلكتروني الزائفة (Phishing) التي تخدع الموظف أو الفرد.

برمجيات خبيثة يتم زرعها في هاتفك أو حاسوبك دون علمك.

تجسس مباشر عبر الكاميرا أو الميكروفون في جهازك.

كسر أنظمة الحماية عبر ثغرات صغيرة لا يلاحظها أحد.

مثال حقيقي

في عام 2023، تم اختراق بيانات أكثر من 15 مليون مريض في استراليا، بسبب رسالة إلكترونية واحدة تم فتحها دون انتباه.

هل يكفي الأمن السيبراني لحمايتنا؟

رغم التقدّم الهائل في تقنيات الحماية، تبقى الحقيقة الصادمة:

لا يوجد نظام غير قابل للاختراق.

السبب؟ أن الإنسان هو الحلقة الأضعف.

غالبية الهجمات الناجحة لم تحدث بسبب ضعف في النظام، بل بسبب سذاجة في التعامل معه.

حكاية “الظل”

عندما تصبح الشفرة تهديدًا علنيًا

يُلقّب نفسه بـ”الظل”شاب في العشرينات، لم يكمل تعليمه الجامعي، لكنه اخترق خوادم حكومية في أقل من نصف ساعة.

لم يطلب مالًا، ولم يُعطِ تهديدًا صريحًا.

كل ما تركه كان جملة واحدة على الشاشة الرئيسية:

“أنتم مكشوفون… وما زلت أبتسم.”

إذًا… من يحرسنا حقًا؟

في كل منزل جهاز ذكي، في كل يد هاتف، وفي كل لحظة هناك خطر.

الخطر ليس فقط في البرامج، بل في الجهل الرقمي، وفي الثقة الزائدة التي نمنحها للتكنولوجيا دون وعي.

نحن لا نعيش في أمان… بل نعيش في مهلة.

العالم يتجه إلى سيطرة رقمية شاملة.

القراصنة الإلكترونيون هم جيش المستقبل بلا زي بلا حدود.

والحل أن نفكّر مثلهم لنسبقهم، أو ننهزم أمامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى