الأدب

حينما يغادرنا السلام!

يناير ٢٠٢٠

بقلم /رانيا ضيف

عزيزتي ..

كنت أود أن أكتب إليكِ وأنا في أحسن حالاتي، ولكنني أحتاج أن أركن إلى قلب محب، أشعر كأنني بوتقة  منالبلور   اللامع استقرت  على أرض ثابتة  تبدو للناظرين قطعة فنية تثير في النفس البهجة  والإعجاب، لكن في حقيقة الأمر داخلها فيضانات من المشاعر والأفكار متصارعة حد الذهول .

كأنها أمواج  لبحر ثائر  غاضب  من ساكنيه فيلفظهم بلا رحمة ويكسر أشرعتهم غير مبال لغريق أو جريح.

تلك الدوامة  لا تهدأ ولا تغفو، كأن تتصوري نفسك بين حشد هائل من الناس، وكلهم حولك يجتذبونثيابك كادوا أن يمزقونها!

وأنتِ بين كثرة الأصوات والشد والجذب تحاولي جاهدة أن تنجي بنفسك وتهربي .

و رغم علمي أن الهروب أحد أسلحة الجبناء وما اعتنقت الجبن  يوما إلا أنني بت أرغبه!

ربما أشعر أن مواجهة نفسي مؤلمة أوخسائرها حتمية  فأستسلم للهروب .

وربما أردت الهروب لأخلق وقتا إضافيا ألملم فيه شتات نفسي و أُمسك بزمام السرعة متفادية صِداما بات وشيكا .

تحضرني كلمات محمود درويش حين قال :

“وجدت نفسي قرب نفسي فابتعدت “

قال خمس كلمات انطوى فيهم حل لأعظم مؤرقات الإنسان حين يغادره السلام ..

حبيبتي .. آمل أن نلتقي وقد عاد السلام لقلبي وعقلي وقد لملمت شتات نفسي.

إليكِ محبتي ومودتي وقبلاتي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى