الرياضة

بين الصيام والمباريات.. كيف يتكيف اللاعبون مع تحديات رمضان؟

كتب/مازن السيد

مع حلول شهر رمضان، يواجه اللاعبون المسلمون تحديًا كبيرًا يتمثل في التوفيق بين الصيام ومتطلبات الأداء الرياضي العالي. فالصيام يعني الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، مما قد يؤثر على مستويات الطاقة والتركيز والقدرة البدنية خلال المباريات والتدريبات. فكيف يتعامل اللاعبون مع هذا التحدي؟ وما رأي الأطباء والمتخصصين في تأثير الصيام على الأداء الرياضي؟

الصيام يؤثر بشكل مباشر على جسم اللاعب، حيث تقل مستويات الجلوكوز في الدم، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطاقة والشعور بالإرهاق. كما أن نقص السوائل خلال النهار قد يسبب الجفاف، خاصة إذا كانت المباريات تُلعب في أجواء حارة. يقول الدكتور أحمد منصور، أخصائي التغذية الرياضية:

“يحتاج اللاعب إلى كمية كافية من السوائل للحفاظ على ترطيبه، ومع الصيام، قد يتعرض لخطر الجفاف، مما يؤثر على سرعة الاستجابة والتركيز العضلي. ولكن إذا تم تعويض السوائل والعناصر الغذائية بشكل صحيح خلال الإفطار والسحور، يمكن تقليل هذا التأثير.”

يتبع اللاعبون المسلمون استراتيجيات مختلفة للحفاظ على أدائهم أثناء رمضان. بعضهم يفضل تناول وجبات غنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة في السحور، للحفاظ على مستوى طاقة ثابت طوال اليوم. بينما يعتمد آخرون على التمارين المسائية بعد الإفطار لتجنب الإرهاق أثناء النهار.

يقول أحد اللاعبين المحترفين:
“الصيام ليس سهلاً عندما يكون لديك مباراة مهمة، لكننا نحاول التكيف. في بعض الأحيان، يسمح لنا المدربون بتعديل وقت التدريبات لتكون بعد الإفطار، مما يساعدنا على تجنب الإجهاد.”

تتفهم الأندية والمدربون تأثير الصيام على اللاعبين، لذا يحاولون تعديل جداول التمارين والمباريات. بعض الفرق تمنح اللاعبين المسلمين الحرية في اختيار الصيام أو الإفطار وفقًا لحالتهم الصحية وأهمية المباراة.

يقول مدرب أحد الفرق المحلية:
“نحاول دعم لاعبينا خلال رمضان، ونحرص على تهيئة الظروف المناسبة لهم، سواء من خلال تغيير توقيت التدريبات أو تقديم برامج غذائية متخصصة تساعدهم على تعويض ما يفقدونه خلال الصيام.”

شهدت كرة القدم العديد من المواقف التي أثبت فيها اللاعبون المسلمون قدرتهم على التألق رغم الصيام. في كأس العالم 2014، لعبت الجزائر عدة مباريات خلال شهر رمضان، وتمكن اللاعبون من تقديم أداء رائع رغم الصيام. كذلك، يظهر العديد من اللاعبين في الدوريات الأوروبية وهم يصومون، مثل نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز الذين يتوقفون عن اللعب للحظات عند أذان المغرب لشرب الماء وتناول التمر.

رغم التحديات، يثبت اللاعبون المسلمون قدرتهم على التكيف مع الصيام والاستمرار في تقديم مستويات عالية من الأداء. يعتمد النجاح في ذلك على التخطيط الغذائي الجيد، وتعديل روتين التمارين، والحصول على دعم من الفرق والمدربين. وبينما يظل الصيام تحديًا في عالم الرياضة، فإنه أيضًا فرصة للاعبين لإظهار انضباطهم وإرادتهم القوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى