لُطفك يا الله… ليلة دامية تحترق فيها غزة

د/حمدان محمد
في قلب الليل وعلى وقع الانفجارات والحرائق كانت غزة تحترق من جديد ودماء الأطفال تختلط برائحة البارود وأشلاء الشهداء تتناثر في الأزقة فيما تختنق المدينة تحت دخان القصف والخذلان هذه ليلة دامية كُتبت بمداد الدم وسُطرت في سجل العار العالمي ومازالت طائرات الاحتلال تجوب السماء كالشياطين تصب نيرانها على البيوت الآمنة وتلاحق أرواح الأبرياء دون رحمة ومجزرة جديدة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم بلا حساب ولا عقاب
فهذا ليس صراعًا عسكريًا بل اختلال مجرم مجنون يُفرغ حقده الأعمى على شعب أعزل يطارد الأمل بين أنقاض الحياة وكأن الغضب لا يكفي لوصف ما يجري وكأن الكلمات تخجل أن تروي مشهد القهر الذي تعيشه غزة في كل لحظة وفي الجهة الأخرى
أمة تُغلق عينيها تصم آذانها وتتفرج
أمة فقدت زمام المروءة وتجردت من مسؤولية العروبة والإنسانية
بيانات شجب ونشرات إدانة ومؤتمرات بلا روح في وقت يحتاج فيه المظلوم إلى يدٍ تُنقذه لا إلى كلمات تُرَبت على كتفه
فغزة لا تحتاج إلى مزيد من الدموع بل إلى غضب يُنقذ ما تبقى من شرف وإلى موقف يُشبه صمود أهلها إلى ضمير حيّ يتذكر أن هناك شعبًا يُذبح كل يوم ولا يجد من العالم سوى الصمت
لطفك يا الله
ليس لنا سواك وأنت أرحم الراحمين
إن عجزت الأمة فلن تعجز قدرتك
وإن صمتت الأرض فلن تصمت السماء
أنقذ غزة واحمِ أهلها وكن لهم ناصرًا ومعينًا فإنك تعلم ما لا نعلم وتقدر ولا نقدر
غزة تحترق ولكنها لن تنكسر
وإن خذلها الجميع فالله لا يخذل عباده الصابرين
إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة
فلا بُد أن يستجيب القدر
ولا بُد لليل أن ينجلي
ولا بُد للقيد أن ينكسر