
د. إيمان بشير ابوكبدة
يشهد قطاع غزة كارثة صحية جديدة، مع انتشار سلالة فيروسية سريعة العدوى وذات أعراض قاتلة، تستهدف بشكل خاص الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وانهيار المنظومة الصحية. هذه السلالة، التي وصفها مدير قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، بأنها شبيهة بمتحورات فيروس كورونا، تجد بيئة خصبة للتفشي في ظل المجاعة والحصار.
أعراض خطيرة في بيئة منهارة
يُعاني الأطفال المصابون من أعراض حادة تشبه أعراض الإنفلونزا، وتتفاقم حالتهم بسبب ضعف مناعتهم وسوء التغذية. ويزداد الوضع خطورة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، مما يُعطل الأجهزة الطبية الأساسية مثل أجهزة التبخير العلاجية. هذا بالإضافة إلى المعاناة النفسية التي يعيشها الأطفال، حيث يسبب لهم القلق والخوف المستمر من أصوات القصف أرقاً دائماً.
الحصار والتجويع يُضاعف الكارثة
في ظل هذه الأزمة الصحية، تستمر الكارثة الإنسانية في التفاقم، حيث وصل عدد الضحايا من الجوع وسوء التغذية إلى 330 شخصًا، بينهم 125 طفلًا. ويرى الدكتور الفرا أن هذه الأرقام تُثبت أن التجويع أصبح أداةً للقتل. وفي سياق آخر، أشار الدكتور الفرا إلى استهداف المستشفيات، مؤكداً أن قصف مجمع ناصر الطبي لم يكن حدثًا عابراً، بل هو استهداف متعمد لأماكن آمنة، واستخدام ذريعة واهية لتبرير الهجوم.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور الفرا المجتمع الدولي للتحرك الفوري والعاجل لوضع حد لما يحدث في القطاع، ووقف ما وصفه بالإبادة الجماعية المستمرة.